تُعتبر دبابة إم1 أبرامز من أكثر دبابات القتال الرئيسة رهبة وقوة على مستوى العالم.

جاء تطوير دبابة إم1 أبرامز كبديل للدبابة المتقادمة إم60 باتون، وقد شهدت تطورا متواصلا على مدى عقود من الابتكارات التقنية والتجارب القتالية، ما جعلها ركنا محوريا في العمليات العسكرية الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي.

ولعل السمة المميزة للدبابة أبرامز هي دروعها المتطورة.

زُوّدت النسخة الأولى من دبابة إم1 بدرع مركب من طراز شوبهام، ليخضع لاحقا لترقيات شملت دمج اليورانيوم المنضب ومواد سيراميكية مركبة، ما منحها مستوى متقدما من الحماية في مواجهة التهديدات المعاصرة.

ويتم تخزين الذخيرة في حجرات مدرعة مزودة بألواح لتفريغ الضغط، ما من شأنه توجيه أي انفجار بعيدا عن الطاقم.

وتشمل تدابير تعزيز الصمود الإضافية نظاما داخليا لإخماد الحرائق، إضافة إلى حزم متخصصة لبقاء الدبابات في المناطق الحضرية والتي توفر كاميرات ودروعا تفاعلية وطبقات حماية تغطي الأجزاء المكشوفة من الأسلحة.

وقد تم تجهيز بعض نماذج أبرامز بنظام الحماية النشط، تروفي (إيه بي إس)، الذي يهدف إلى لاعتراض الصواريخ والمقذوفات المعادية قبل إصابتها.

المناورة وقوة النيران

على الرغم من أن وزنها يتراوح بين 55 و68 طنا تبعا للطراز، تُعرف دبابة أبرامز بسرعتها ومرونتها.

ويتم تشغيلها بواسطة محرك توربين غازي متعدد الوقود من طراز إيه جي تي-1500 يولد قوة 1500 حصان، أي ما يكفي لدفع الدبابة من 0 إلى 32 كيلومترا في الساعة في ست ثوان فقط والوصول إلى سرعات تتجاوز 64 ميلا في الساعة (100 كيلومتر بالساعة) على الطرق.

ويتيح نظام التعليق المتطور للدبابة التعامل مع الطرق الوعرة والمنحدرات الحادة والمنعطفات الضيقة بسهولة مدهشة.

في الطرازات الحديثة، يُستخدم المدفع الأملس إم256 عيار 120 ميليمترا القادر على إطلاق ذخائر مطابقة لمواصفات الناتو، ما يسهل تكاملها التشغيلي مع القوات الحليفة.

سجل العمليات القتالية

منذ دخولها الخدمة، أثبتت دبابة أبرامز جدارتها في القتال في العديد من الحروب.

فقد قادت الهجوم البري في حرب الخليج عام 1991 وشاركت بكثافة في العراق وأفغانستان وما تزال تلعب دورا رئيسا في عمليات نشر قوات الناتو.

وفي عام 2023، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بـ 31 دبابة أبرامز، ما يبرز دورها الحيوي للشركاء في مواجهة التهديدات المعاصرة.

بلغ إجمالي إنتاج سلسلة أبرامز أكثر من 10,400 دبابة منذ عام 1980، وتشمل الطرازات الرئيسة إم1إيه1 وإم1إيه2 وأحدثها إم1إيه2سي الذي دخل الخدمة عام 2020.

شهدت كل نسخة إدخال ترقيات في نظم الحماية والربط الشبكي وميزات القدرة على الصمود لمواكبة التهديدات المستجدة.

توجد نسخ للتصدير في خدمة حلفاء مثل مصر والسعودية وأستراليا وبولندا والكويت والعراق.

وعلى الرغم من ظهور أسلحة جديدة مضادة للدبابات والتطورات التكنولوجية، تواصل دبابة إم1 أبرامز الحصول على ترقيات تبقيها في طليعة الأسلحة الحربية المدرعة.