ما تزال الدبابة الحديثة التابعة للجيش الأميركي تستخدم في بلدان عديدة حول العالم بعد أكثر من أربعة عقود من ظهورها الأول.
وكانت الدبابة إم1 أبرامز قد دخلت الخدمة في عام 1980، في وقت لم يكن معظم أعضاء الطاقم الحاليين قد ولدوا بعد.
وبعد سنوات من التحديثات والتحسينات، ظهرت النسخة الأحدث، وهي إم1 إيه2سي، وبدأ إنتاجها عام 2020.
اختبرت هذه الدبابة للمرة الأولى في العمليات القتالية خلال عملية عاصفة الصحراء في عام 1991، وقدمت أداء ممتازا. وقد تم تصنيع نحو 10400 دبابة منها على مدار السنوات الـ 43 الماضية، وتمتلك عدد من البلدان النماذج التي تم تصديرها، منها مصر والكويت والمملكة العربية السعودية واستراليا وبولندا والعراق.
مؤخرا، وتحديدا نهاية شهر أيلول/سبتمبر، استلمت أوكرانيا من الولايات المتحدة أول 31 دبابة من دبابات المعارك الرئيسة.
والآن توجد ثلاث نسخ من هذه الدبابة، وهي النسخة إم1 الأصلية والنسختين إم1 إيه1 وإم1 إيه2.
لكن هذه النسخ تختلف قليلا في التسليح. فالسلاح الرئيس في النسخة إم1 هو مدفع عيار 105مم، في حين أن النسختين اللاحقتين تعتمدان على مدفع أملس الجوف من طراز إم256 عيار 120 ملم.
ووفقا لموقعه على الإنترنت، يصدر الجيش الأميركي ذخائر عيار 120مم في خمس خراطيش فريدة لتدمير واحد أو أكثر من الأهداف المهددة.
وتضم هذه الخراطيش خرطوشة الطاقة الحركية من الجيل الخامس المضاد للمدرعات، وثلاث خراطيش شديدة التفجير للمدرعات الخفيفة والعوائق والمستودعات المحصنة، وخرطوشة علبة للأهداف الخفيفة والأفراد.
وصممت النسخة الأحدث من الدبابة، وهي إم1 إيه2، لتدمير كل دبابات العدو المعروفة.
المحرك التوربيني: الورقة الرابحة
مع أن الدبابة أبرامز تتمتع بالكثير من المزايا التكنولوجية، إلا أن السر يكمن في محركها التوربيني.
جرت العادة أن تزود الطائرات فقط بالمحركات توربينية، لكن الدبابة أبرامز هي المركبة البرية الوحيدة التي تمتلك مثل هذا المحرك، ما يجعل الدبابة تبدو مثل الطائرة حين يقوم السائق بتشغيلها.
ونتيجة لذلك، فإن سرعة الدبابة وتسارعها استثنائيان.
فهي تستطيع الانتقال من وضع الوقوف والوصول لسرعة 20 ميلا في الدقيقة (32 كم/ساعة) في سبع ثوان، وتصل إلى سرعة 42 ميلا في الساعة (67 كم/ساعة) على الطرق المعبدة و25 ميلا في الساعة (42.2 كم/ساعة) على الطرق غير المعبدة في حال تجهيزها بمنظم.
ويبلغ مداها على الطرق المعبدة 265 ميلا (426 كم) والطرق غير المعبدة من 93 إلى 124 ميلا (180 إلى 200 كم). ويتسع صهريج الوقود لـ 504.4 غالون (1909.4 لتر).
ولدى المحرك التوربيني ميزتان مقارنة بمحركات الديزل التقليدية.
أولا، هو أخف وزنا مقارنة بنظيره الذي يعمل بالديزل فقط ويوفر القدرة نفسها. ثانيا، يستطيع أن يحرق عدة أنواع من الوقود، بصورة رئيسة الديزل، لكن أيضا الكيروسين أو الغازولين في حالة الضرورة.
ويساعد هذا التنوع الدبابة على العمل في ظروف الحر اللافح أو البرد القارص لفترات طويلة، في حين أن الدبابات التي تعمل بالديزل تضطر إلى التوقف.
أشكال متعددة من الدروع والحماية
الدبابة أبرامز مجهزة لتحمّل أشكالا متنوعة من الهجمات من قوات العدو. فقد توقع مصمموها أخطارا كثيرة تتعدى الذخائر التقليدية.
إلى هذا، يتوفر لهذه الدبابة حماية أكثر شمولا للطاقم مقارنة بأي دبابة أخرى.
فهي تتضمن أنظمة لدرء العوامل النووية والبيولوجية والكيماوية، بما في ذلك الطلاء المقاوم للعوامل الكيميائية ونظام الضغط الزائد الذي يحمي الطاقم من عوامل الغاز.
وإضافة إلى ذلك، فإن تمويهها يحمي الدبابة ضد تهديدات متعددة، مثل التهديدات البصرية وفوق الحمراء والحرارية ودون الحمراء والرصد الراداري عريض النطاق.
وإلى جانب ميزات الحماية هذه، تعتمد الدبابة أبرامز على الدرع المركب، الذي يعرف أحيانا باسم درع شوبهام، الذي يقل وزنه كثيرا عن الأنظمة الأخرى التي تتكون من المعادن فقط.
وتتضمن المواد ذات الطبقات المعادن والبلاستيك والسيراميك وحتى الهواء. ويحمي الدرع المنحدر الموجود على الأبراج أفراد الطاقم عبر التخلص من قوة الانفجار.
ويتوفر داخل الدبابة لأفراد الطاقم حماية كبيرة من عواقب أي انفجار للذخائر.
تخزن الذخائر في برج الدبابة. وإذا أدى قصف العدو إلى انفجاره، تقوم ألواح الانفجار الخارجي بتوجيه قوة الانفجار إلى الخارج وبعيدا عن أفراد الطاقم.
السلامة من الحرائق وحرب المدن
وتتضمن الأشكال الأخرى للحماية المتوفرة للطاقم نظام هالون لمكافحة الحرائق الذي يقوم بصورة تلقائية بإطفاء الحرائق، ويفترض أنه ينشط في غضون جزأين من الثانية من حدوث وميض أو اندلاع حريق داخل الدبابة.
أما مجموعة النجاة بالمدن التي يمكن تزويد هذه الدبابة بها في ساحة المعارك، فهي تخدم أفراد الطاقم في العمليات القتالية بالمدن.
وتشتمل المجموعة على درع مدفع شفاف "درع مائل" مع تصويب حراري وبرج أسلحة يتم التحكم فيه عن بعد لقائد الدبابة وهاتف خارجي للاتصالات الراجلة. وتوفر هذه المجموعة الحماية ضد الضربات قصيرة المدى في أي زاوية.
وبعض هذه الدبابات مزود بنظام تروفي الإسرائيلي لإجهاض القذائف الصاروخية والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.
ويستخدم نظام الحماية النشط عددا صغيرا من القذائف المتفجرة الخارقة لتدمير التهديدات القادمة قبل أن تصطدم بالدبابة، كما يعظم رادارها من قدرة الطاقم على تحديد مواقع العدو.
وقد قام الجيش الأميركي أيضا بدوره في حماية الدبابات من الصواريخ، حيث قام بتطوير نظام "القتل الناعم" للحماية الذي يمكنه حجب أنظمة التوجيه لخط الرؤية شبه النشط (SACLOS) والصواريخ الموجهة سلكيا ولاسلكيا والصواريخ الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.
لماذا لايعمل انهو احمق
رد