تساعد طائرة النقل الكبيرة سي-17 غلوب ماستر 3 التابعة لسلاح الجو الأميركي والتي تتميز بمرونة لامثييل لها من خلال فكرة الانتشار القتالي المرن (أيس) على إعادة الإمداد السريع إلى المواقع الأمامية المتفرقة.
ومع وجود حوالي 220 طائرة في الخدمة، يتيح الأسطول تبعا لمفهوم (أيس) نقل العمليات بعيدا عن القواعد الكبيرة والمركزية ونحو مطارات أصغر ومتناثرة قادرة على توليد القوة القتالية بسرعة بالقرب من ساحات المعارك المحتملة.
هذا وتشكل الموثوقية وسهولة الصيانة ميزتين بارزتين في برنامج سي-17، وفقا لنشر المعلومات الخاصة بسلاح الجو.
ويتمثل المعيار النهائي لفعالية النقل الجوي في القدرة على نشر قوة قتالية فعالة بصورة سريعة والحفاظ على استمراريتها بالقرب من ساحة معركة محتملة.
ويعكس مفهوم الانتشار القتالي المرن تحولا جوهريا في عمليات سلاح الجو.
يركزمفهوم الإنتشار القتالي المرن على إنشاء مطارات نائية بسرعة لدعم وتزويد المقاتلات بالوقود وإعادة تسليحها بالقرب من مناطق القتال، مع تقليل قابلية التعرض للضربات المعادية.
وتتطلب التهديدات الحديثة وجود قوات قادرة على إنشاء وتشغيل مطارات نائية بسرعة.
وتسمح هندسة طائرة سي-17 بإجراء هذا التحول الاستراتيجي. فيتيح تصميم أجنحتها ذات الرفع العالي إلى جانب الشرائح واللوحات المنفوخة خارجيا، تنفيذ العمليات من المطارات الصغيرة والنائية التي من شأنها أن تعيق وسائل النقل الثقيلة الأخرى.
وتستطيع الطائرة الإقلاع والهبوط من وعلى مدارج لا يتجاوز طولها 3500 قدم (1064 مترا) وعرضها 90 قدما فقط (27.4 مترا).
وتُظهر طائرة سي-17 مرونة استثنائية من خلال الدوران على شكل نجمة ثلاثية النقاط وقدرتها على الرجوع للخلف.
وأثناء القتال في ظل ظروف الانتشار القتالي المرن، توفر سي-17 إمدادات كبيرة للوحدات المنتشرة في المقدمة والتي تعمل من مطارات مؤقتة ونائية.
الطائرة قادرة على نقل القوات وجميع أنواع الحمولة بطريقة استراتيجية وسريعة إلى القواعد التشغيلية الرئيسية أو مباشرة إلى القواعد الأمامية في منطقة الانتشار.
ويمكنها أيضا تنفيذ مهام النقل الجوي التكتيكي والإسقاط الجوي والإخلاء الطبي الجوي، وذلك بنقل المرضى سواءاكانوا على الحمالات أو كانوا قادرين على الحركة.
الريادة التشغيلية
وتسلط مؤشرات أداء سي-17 الضوء على مدى موثوقيتها في الظروف الصعبة.
وبحسب بيانات سلاح الجو، تحافظ الطائرة في إتمام المهام على معدل نجاح يبلغ 92 في المائة في حين تتطلب فقط 20 ساعة صيانة لكل ساعة طيران.
وتصل معدلات جاهزية المهام إلى 75 في المائة للعمليات ذات القدرات الكاملة و82 في المائة للمهام ذات القدرات الجزئية.
وتضم سي-17 طاقما مؤلفا من 3 أفراد: طياران 2 وضابط تحميل واحد.
تصل سعة شحن طائرة C-17 إلى 170,900 رطل (77,519 كجم) من البضائع موزعة على 18 منصة نقالة رئيسية سعة 463 لترًا كحد أقصى أو مزيج من البضائع المنقولة على المنصات والمركبات.
وتسمح هذه المرونة بإعادة الإستعداد بسرعة استنادًا إلى متطلبات المهمة.
وبالنسبة لنقل الأفراد، يمكن للطائرة أن تستوعب 102 مظليا لعملية االإسقاط الجوي أو 134 جنديا باستخدام المقاعد المعبأة على منصات ومقاعد جانبية. 22.
وتعرض عمليات نقل البضائع الثقيلة القيمة الاستراتيجية للطائرة سي-17. إذ باستطاعة الطائرة حمل دبابة واحدة من طرازإم1 أبرامز، أو مركبتين مدرعتين من طراز برادلي أو 3 مركبات مدرعة من طراز سترايكر.
ويتم تحميل الحمولة على طائرة سي-17 عبر منحدر خلفي كبير ونظام أبواب يسمح بنقل جميع معدات الجيش القابلة للنقل جوا.
وتعكس مواصفات الأداء قدرات الانتشار العالمي للطائرة.
إن سرعة التحليق لطائرة سي-17 تبلغ 450 عقدة (520 ميل/ساعة، 830 كيلومترا/ساعة؛ 0.74–0.79 ماخ) مع مدى يصل إلى 2780 ميلا (4480 كيلومترا) أثناء حمل حمولة قدرها 157 ألف رطل (71214 كيلوغراما). أما أقصى الارتفاع التشغيلي فهو 45 ألف قدم (14 ألف متر).
وإلى جانب عمليات سلاح الجو الأميركي، تُستخدم طائرة النقل هذه بشراكة مع قوات جوية حليفة بما في ذلك الهند والمملكة المتحدة واستراليا وكندا وقطر والإمارات والكويت وكذلك المنظمة المتعددة الأطراف المتمركزة في أوروبا والمعروفة باسم جناح النقل الجوي الثقيل.