أثبتت شراكات قطر الدفاعية الوثيقة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أنها حيوية للحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة الخليج.

وتجمع بين الولايات المتحدة وقطر شراكة تعود جذورها إلى عقود في توفير الولايات المتحدة للمساعدات العسكرية والتدريب، علما أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت عام 1972 أي بعد سنة من استقلال قطر عن المملكة المتحدة.

وخلال حرب الخليج، استضافت قطر قوات التحالف الدولي بما في ذلك جنود وطائرات الجيش الأميركي التي شاركت في تحرير الكويت.

وتعتبر قطر شريكا دفاعيا استراتيجيا مهما للولايات المتحدة، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.

ويتمثل حجر الزاوية في العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة وقطر في قاعدة العديد الجوية، وهي أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط.

وتعتبر القاعدة بمثابة مركز عملياتي رئيسي للقيادة المركزية الأميركية وتدعم جهود مكافحة الإرهاب العالمية.

وفي السنوات الأخيرة، تراوح عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في المنشآت المختلفة في قطر بين نحو 8 آلاف وأكثر من 10 آلاف.

وتمثل قطر ثالث أكبر عميل للأنظمة الدفاعية الأميركية على مستوى العالم، الأمر الذي يعكس عمق العلاقات بين البلدين.

وفي كانون الثاني/يناير 2022 صنف الرئيس جو بايدن قطر كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي، ما يؤهلها لشراء بعض الأسلحة الأميركية وتلقي مواد دفاعية أكثر والتعاون في مجال الأبحاث الدفاعية مع الولايات المتحدة.

التعاون بين المملكة المتحدة وقطر

وعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، عملت المملكة المتحدة وقطر على تنمية شراكتهما الدفاعية القوية القائمة على أهداف مشتركة واحترام متبادل.

وتعد قطر أحد أقرب شركاء المملكة المتحدة في منطقة الخليج. وقد تجلى ذلك عندما دعا الملك تشارلز الثالث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة دولة إلى المملكة المتحدة لمناقشة الاستقرار الإقليمي في الخليج والتجارة والاستثمار وتعزيز العلاقات الثقافية بين البلدين.

وكانت قطر أيضاً واحدة من الأماكن الأولى التي زارها وزير الدفاع البريطاني جون هيلي بعد تعيينه في تموز/يوليو، كما أجرى في كانون الأول/ديسمبر مباحثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن الأمن في الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهرست في إطار زيارة آل ثاني الرسمية إلى المملكة المتحدة.

وناقش الجانبان التزامهما المشترك بتوطيد التعاون بينهما دعما للأمن الإقليمي ووقعا عدة اتفاقيات، بما في ذلك تمديد وتوسيع التعاون وتبادل المعرفة عبر أسراب الطائرات تايفون وهوك المشتركة بين المملكة المتحدة وقطر.

يُذكر أن سرب تايفون المشترك هو وحدة عملياتية فريدة من نوعها تشترك في إدارتها القوات البريطانية والقطرية. ويسلط السرب رقم 12 الضوء على التزام المملكة المتحدة بتعزيز قدرات الدفاع الجوي لقطر مع تعزيز التكامل العسكري بشكل أعمق.

ويظهر التزام لندن بجاهزية قطر الدفاعية واضحا أيضا في تدريب العسكريين القطريين. وينتسب الطلاب القطريون كل عام إلى ساندهرست، علما أن آل ثاني نفسه من خريجيها.