يستثمر الجيش الأميركي في تدريبات واسعة النطاق مصممة للدفع قدما باتجاه ترسيخ منطقة المحيطين الهندي والهادئ كمنطقة حرة ومفتوحة.
وأكبر هذه المناورات هي مناورة درع سوبر غارودا المتعددة الجنسيات والتي تشكل حجر الزاوية للعلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة وإندونيسيا، وقد توسعت لتشمل دولا شريكة أخرى.
بدأ الأمر كمناورة صغيرة أطلق عليها اسم درع غارودا إكستشينج، وأقيمت للمرة الأولى عام 2006 كتمرين تدريبي للقوات الإندونيسية والجيش الأميركي.
وتوسعت على مرّ السنين لتصبح عام 2022 درع سوبر غارودا، وتضمنت تدريبات للقوات الجوية والبحرية الأميركية بمشاركة المزيد من الدول. وجرت مرتين بهذا الشكل، كان آخرها في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين.
في العام الماضي، شارك في المناورات التي جرت على مدى أسبوعين أكثر من 4 آلاف جندي من 19 دولة، منها سبع دول مشاركة و12 مراقبة. الجزء الأكبر من المشاركين كانوا من الولايات المتحدة وإندونسيا مع 2100 جندي أميركي و1900 جندي إندونيسي.
وشاركت أيضا كل من أستراليا واليابان وسنغافورة وفرنسا والمملكة المتحدة.
تعتبر مناورة درع سوبر غارودا استثنائية لكبر حجمها، لكنها مجرد واحدة من العديد من التدريبات المشتركة في المنطقة.
فوزارة الدفاع الأميركية تجري كل عام أكثر من 40 مناورة متعددة الجنسيات في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كجزء من برنامج عملية باث ويز.
وتشمل هذه المناورات تمرين كين إيدج، وهو تمرين مشترك بين الولايات المتحدة واليابان، وتمرين كوبرا غولد الذي استضافته تايلاند في شباط/فبراير الماضي، وتمرين باليكاتان السنوي مع الفلبين، وتمرين تاليسمان سابر، وهو أكبر تمرين مشترك بين أستراليا والولايات المتحدة.
المشاريع الإنسانية والمدنية
تتضمن مناورات درع سوبر غارودا محاكاة للقيادة والسيطرة وعمليات برمائية ونقل جوي، إضافة إلى تمرين الاستيلاء على مطار وتدريب ميداني بالذخيرة الحية.
إلا أن هذه المناورة تتجاوز المسائل العسكرية ليشمل التدريب تبادل الخبراء الأكاديميين وعقد ورش عمل حول التطوير المهني والتوعية الإنسانية.
وتخلل التدريب التركيز على مهام موظفي عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في بيئة عسكرية.
وكجزء من البرنامج، انخرط الحرس الوطني في هاواي في تدريب لتبادل المعرفة والتخطيط العسكري مع الجيش الوطني الإندونيسي مدة 10 سنوات، وركز هذا التمرين على المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث. اكتسب عناصر الحرس الوطني في هاواي خبرة في الاستجابة للحوادث المحلية الفعلية مثل الانفجارات البركانية والفيضانات وحرائق الغابات ووباء كوفيد-19.
في العام الماضي، تشارك جنود واحتياطيو الجيش الأميركي مع جنود الجيش الوطني الإندونيسي في ترميم مبنى مدرسة.
في هذا الإطار، قال الجندي البحري إيلي نانانغ سوتانتو، وهو مهندس في كتيبة الإنشاءات رقم 12 التابعة للجيش الوطني الإندونيسي، "كنت سعيدا جدا بالعمل مع الجيش الأميركي في المدرسة، فهم بارعون جدا".
وأضاف في بيان بعد انتهاء المشروع "نأمل في أن نتمكن في المرة المقبلة من العمل معا مجددا في مهمة أخرى".