تشكل تجربة الإطلاق التي أجراها سلاح الجو الأميركي لصاروخ فرط صوتي جو-أرض الخطوة الأحدث باتجاه تطوير التكنولوجيا.

وأكد سلاح الجو الأميركي في 17 آذار/مارس أن قاذفة من طراز بي-52 إتش ستراتوفورتريس أطلقت سلاح رد سريع مطلقا من الجو طراز إي جي إم-183 في أول اختبار لسلاح فرط صوتي أميركي في منطقة المحيط الهندي-الهادئ.

ورفض ناطق باسم سلاح الجو تحديد أهداف الاختبار، لكنه قال إن سلاح الجو "اكتسب معلومات قيمة عن قدرات" الصاروخ.

وذكر في حديث لمجلة ديفينس نيوز أن "هذا الاختبار وفر بيانات قيمة وفريدة وهدف إلى تعزيز مجموعة من البرامج التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. وقمنا بالتحقق من قدراتنا على الاختبار والتقييم وتحسينها من أجل التطوير المستمر للأنظمة المتقدمة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت".

ويعد سلاح الرد السريع المطلق من الجو إي آر آر دبليو واحدا من برنامجين تابعين لسلاح الجو الأميركي لتطوير سلاح فرط صوتي يطلق من الجو، علما أن البرنامج الآخر هو الصاروخ فرط الصوتي الهجومي الموجه.

وتعرّف الصواريخ فرط الصوتية على أنها صواريخ تحلق بسرعات تفوق سرعة الصوت بـ 5 إلى 25 ضعفا، أي ما يعادل 1.6 إلى 8.0 كيلومترات في الثانية الواحدة. وبالمقابل، يحلق الصاروخ الأسرع من الصوت بسرعة تتراوح بين 1 و5 ماخ.

ووفق البنتاغون، يعد "سلاح الرد السريع المطلق من الجو إي آر آر دبليو سلاحا تقليديا انزلاقيا فرط صوتي يتكون من معزز محرك صاروخي صلب وغطاء واقي انزلاقي ومركبة انزلاقية تحتوي على رأس حربي مقذوف بالطاقة الحركية".

وأوضح البنتاغون "يهدف سلاح الرد السريع المطلق من الجو وهو صاروخ مواجهة جو-أرض يطلق من طائرة طراز بي-52 إتش، إلى مهاجمة الأهداف الأرضية عالية القيمة والحساسة من ناحية الوقت".

تجنب الدفاعات

ومع نطاقه العملياتي الذي يبلغ 1600 كيلومتر، يمكن لسلاح الرد السريع المطلق من الجو إي آر آر دبليو أن يصل إلى طهران في إيران بعد إطلاقه من الرياض في السعودية بغضون 11 دقيقة فقط وبسرعة 5 ماخ كحد أدنى.

وبحسب مركز الحد من الأسلحة ومنع انتشارها، في حين أن الصواريخ الباليستية تتمتع منذ فترة طويلة من الزمن بالقدرة على التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت، إلا أن الترسانة الجديدة من الصواريخ فرط الصوتية تتضمن اليوم مركبات إعادة دخول تستطيع التحرك بحسب طيران موجه داخل الغلاف الجوي.

وتتمتع هذه المركبات بالقدرة على إجراء مناورات مراوغة لتجاوز الدفاعات.

وفي حين أن صواريخ باتريوت أميركية الصنع حققت نجاحا في إسقاط الصاروخ الروسي فرط الصوتي طراز كينجال في الصراع بأوكرانيا، إلا أن منظومة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية إس-300 التي اشترتها إيران لم تظهر القدرات نفسها.

وأصرت السلطات الروسية على أنها قادرة على تدمير الصواريخ فرط الصوتية باستخدام منظومات الدفاع الصاروخي إس-400 وإس-500 الخاصة بها، وهو ما يدل على احتمال أنها تعلم أن منظومة إس-300 غير قادرة على إنجاز هذه المهمة.

ومن المرجح أن منظومة إس-300 التي بدأت تستخدم في سبعينيات القرن العشرين غير مجهزة لاعتراض الصواريخ فرط الصوتية، ما يترك المجال الجوي الإيراني معرضا لضربات سريعة ومدمرة.