يعد الاختبار الناجح الذي أجراه الجيش والبحرية الأميركيان لصاروخ فرط صوتي منتصف الشهر الجاري، أحدث دليل على الابتكار العسكري الذي تتميز به الولايات المتحدة.
في 12 كانون الأول/ديسمبر، أجرى مكتب القدرات السريعة والتكنولوجيات الحرجة التابع للجيش الأميركي، بالتعاون مع جهاز برامج الأنظمة الاستراتيجية التابع للبحرية الأميركية الاختبار من محطة كيب كانافيرال لقوة الفضاء بولاية فلوريدا.
محور الاختبار الشامل كان نظام الجسم الإنزلاقي الفرط صوتي المشترك، والذي أسهم الجهازان في تطويره.
وتخطط القوات المسلحة لتطوير نسختها من السلاح الفرط صوتي بعيد المدى إلى منصة أرضية متحركة. أما النسخة التي ستطرحها البحرية، والتي تحمل اسم الضربة الفورية التقليدية، فسيتم إطلاقها من السفن على متن المدمرة من فئة زوموالت والغواصة من فئة فيرجينيا.
شكل الإنجاز الأخير أول اختبار حي لإطلاق سلاح فرط صوتي بعيد المدى مع مركز عمليات البطارية ومنصة الإطلاق والناقل.
منذ العام 2019، بدأ تطوير السلاح الفرط صوتي بعيد المدى، ويتكون من صاروخ يطلق من الأرض وهو مزود بجسم انزلاقي فرط صوتي ومعدات نقل ودعم وتحكم بإطلاق النار.
هذا السلاح المتطور متوسط المدى، سطح-سطح الفرط صوتي والذي يطلق عليه اسم النسر الأسود، يتميز بمدى يبلغ 2774 كيلومترا مع صواريخ فرط صوتية يمكنها السفر بسرعة تزيد عن 6120 كيلومترا في الساعة.
تكنولوجيا استثنائية
تتمتع الصواريخ الفرط صوتية بسرعات ملحوظة، إذ تسافر بسرعة أكبر من 5 ماخ وتستطيع المناورة بين ارتفاعات مختلفة، وهي سمات تجعل من الصعب اكتشافها.
وأوضحت وزيرة الجيش كريستين وورموث في بيان أن "هذا الاختبار يستند إلى العديد من اختبارات الطيران التي حقق فيها الجسم الانزلاقي الفرط صوتي سرعة تفوق سرعة الصوت على مسافات مستهدفة، بما يثبت أننا نستطيع وضع هذه القدرة بين أيدي المقاتلين".
من جانبه، أكد وزير البحرية كارلوس ديل تورو أن "هذا الاختبار يمثل معلما مهما في تطوير أحد أكثر أنظمة الأسلحة لدينا تقدما".
وأضاف "مع اقترابنا من التسليم الأول لهذه القدرة لشركائنا في الجيش، سنواصل الدفع قدما لدمج الضربة السريعة التقليدية في سفننا السطحية وتحت السطحية التابعة للبحرية بما يسهم في ضمان بقائنا القوة القتالية الرائدة في العالم".
أما الفريق روبرت أ. راش، مدير الأسلحة الفرط صوتية والطاقة الموجهة والفضاء والاستحواذ السريع في مكتب القدرات السريعة والتكنولوجيات الحرجة فقال "إن الاستجابة والقدرة على المناورة والقدرة على البقاء للأسلحة الفرط صوتية لا تضاهيها قدرات الضربة التقليدية للاستهداف الدقيق، وخاصة في بيئات منع الوصول/منع المنطقة".
بالمحصلة، يمكن القول إن الشراكة مع الولايات المتحدة تعني الشراكة مع دولة رائدة عالميا في مجال التكنولوجيا المتطورة.
ويعد برنامج إنتاج طائرة إف-35 لايتنينغ الثانية أحد الأمثلة على ذلك، إذ يوحد الولايات المتحدة مع نحو 20 من حلفائها الرئيسين لإنتاج طائرة مقاتلة متطورة من الجيل الخامس.
سواء كان جدول الأعمال هو البحث في مجال الأسلحة الفرط صوتية أو أي مشروع دفاعي متقدم آخر، فإن الشراكة مع الولايات المتحدة توفر إمكانية الوصول إلى عقود من الخبرة والموارد القوية وسجل حافل من الابتكار.