يواصل الجيش الأميركي عمليات الإنزال الجوي للمساعدات فوق شمالي غزة بشكل شبه يومي، بالإضافة إلى جهود بناء رصيف مؤقت لتلقي المساعدات عن طريق البحر.

وتعد الولايات المتحدة أكبر مقدم للمساعدات إلى غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، إذ قدمت حتى الآن مساعدات أميركية تزيد قيمتها عن 180 مليون دولار.

وفي 25 آذار/مارس، نفذت القيادة المركزية للجيش الأميركي عملية الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية السابعة عشرة على شمالي غزة منذ 2 آذار/مارس، حيث أسقطت أكثر من 46 ألف وجبة أميركية جاهزة للأكل.

وشاركت في العملية المشتركة طائرتان من طراز سي-17 تابعة للقوات الجوية الأميركية وجنود من الجيش الأميركي متخصصون في توصيل الإمدادات الإنسانية جوا.

وفي اليوم السابق، أجرت القيادة المركزية الأميركية والقوات الجوية الملكية الأردنية عملية إسقاط جوي مشتركة شملت 13 ألف و80 وجبة مقدمة من الأردن، وذلك باستخدام طائرة تابعة لسلاح الجو الاميركي من طراز سي-130.

ويعود نجاح العمليات جزئيا إلى امتثال المدنيين في غزة لإجراءات التسليم التي وضعها عناصر الجيش الأميركي الذين يسلمون المساعدات ويضم سلامة المدنيين الذين يتلقونها.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، العميد بات رايدر، في 8 آذار/مارس، إن الولايات المتحدة ستواصل اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من المخاطر، مثل الحد من وزن المنصات وتحديد مناطق الإنزال التي تضم عددا أقل من الأشخاص وإرسال رسائل إلى المدنيين قبل إسقاط المساعدات.

ويخطط الجيش الأميركي أيضا لبناء رصيف بحري وجسر يربطه بساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط لتمكين المساعدات الإنسانية عن طريق البحر.

وثمة ثماني سفن أميركية في طريقها لبناء رصيف رسو لسفن.

وقد يستغرق تشغيل الرصيف ما يصل إلى 60 يوما ويتطلب ذلك نحو 1000 جندي أميركي، وفقا للبنتاغون.

وأضاف رايدر أنه بمجرد إنشاء الرصيف، يجب أن يؤمن تقديم نحو مليوني وجبة يوميا، مشددا على أنه لن تكون هناك قوات أميركية على الأرض في غزة.

إغراق السوق

يعد الممر البحري وعمليات الإنزال الجوي جزءا من جهود إدارة الرئيس جو بايدن لإغراق المنطقة بالمساعدات.

وقال مسؤول أميركي كبير في الثاني من آذار/مارس، إن استمرار جلب المساعدة من الجو والبحر والبر "يؤدي إلى خفض قيمة هذه السلع".

تعد الولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الأجنبية في العالم، إذ شكل ما قدمته عام 2019 نحو 23 في المائة من إجمالي المساعدة التنموية من الحكومات المانحة الرئيسة، وفقا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس لعام 2022.

ووصلت المساعدات الخارجية الأميركية إلى أكثر من 150 دولة ومنطقة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اليابان، حيث قام الجيش الأميركي بتسليم الإمدادات إلى المجتمعات التي دمرها زلزال في كانون الثاني/يناير.

وتظل الولايات المتحدة أيضا أكبر مانح للأمم المتحدة، إذ تصل مساهماتها إلى 22 في المائة من ميزانية المنظمة لعام 2024.