تحليل القدرات

نظام إيجيس القتالي يعطي مدمرات أرلي بورك قيمة إضافية مثبتة في ساحة القتال

2024-02-13

تعد قدرة المدمرة على التكامل مع أصول أخرى في بيئة حرب بحرية متعددة المجالات أساسية.

شارك هذا المقال

مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ميسون تتدرب جنبا إلى جنب مع المدمرة اليابانية أكيبونو في منطقة عمليات الأسطول الخامس للولايات المتحدة في مطلع كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الأميركية]
مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ميسون تتدرب جنبا إلى جنب مع المدمرة اليابانية أكيبونو في منطقة عمليات الأسطول الخامس للولايات المتحدة في مطلع كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الأميركية]

ذكر مراقبون أن نظام إيجيس القتالي في مدمرات الأسطول الأميركي من فئة أرلي بورك يعطي هذه المدمرات قدرة إضافية عند مقارنتها بسفن الدول الأخرى كالطراد الصيني تايب 055.

استعرضت مدمرة الصواريخ الموجهة يو إس إس ميسون ومدمرات أخرى من فئة أرلي بورك خلال الأسابيع الماضية قدراتها في سيناريوهات قتالية مباشرة بالشرق الأوسط.

حيث أسقطت المدمرة ميسون في 28 كانون الأول/ديسمبر صاروخا مضادا للسفن ومسيرة أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن في جنوبي البحر الأحمر، حسبما ذكرت القيادة المركزية الأميركية.

وكانت الحادثة واحدة مما لا يقل عن 24 هجوما غير قانوني نفذه الحوثيون ضد حركة الملاحة الدولية منذ 19 تشرين الأول/أكتوبر.

وقد أسقطت المدمرة ميسون، إلى جانب المدمرة يو إس إس توماس هادنر والمدمرة يو إس إس كارني، عددا من المسيرات والصواريخ التي أطلقها الحوثيون، وكانت أول سفينة أميركية تسقط أسلحة للحوثيين في تشرين الأول/أكتوبر عندما استخدمت أنظمة إس إم-2 لإسقاط صواريخ للهجوم البري وعدد من المسيرات أطلقها الحوثيون، حسبما نقله المعهد البحري الأميركي.

وتعمل المدمرة يو إس إس ميسون تحت مظلة المجموعة الهجومية الضاربة لحاملة الطائرات دوايت أيزنهاور والتي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر ضمن انتشار مجدول وعبرت مضيق هرمز متوجهة إلى الخليج العربي الشهر الماضي.

وتتمركز أيزنهاور حاليا قبالة ساحل اليمن، حسبما أكده مسؤول في وزارة الدفاع للمعهد البحري الأميركي في 28 كانون الأول/ديسمبر.

وشكلت المدمرة ميسون جزءا من جهود البحرية الأميركية لحماية الممرات التجارية الأساسية في المنطقة ولدعم السفن عند الحاجة.

وتنتمي المدمرة إلى سلسلة المدمرات من الفئة الفرعية التي تم تحديث تصميمها أرلي بورك فلايت 2إيه، وقد أعيدت تهيئتها لتتأقلم بشكل أفضل مع الحرب الساحلية.

وتعتمد مدمرات فلايت 2إيه على هيكل فولاذي بالكامل، وتضم أطقما مؤلفة من نحو 330 بحارا، فيما يبلغ طولها 509.5 قدما (155.29 مترا).

وتأتي المدمرة ميسون مزودة بحظيرتي مروحيات تضمّان مروحتين من طراز سيهوك إس إتش-60، وتتميز بسطح طيران موسع.

وتشمل التحسينات الأخرى لفلايت 2إيه صيد الألغام العضوي والدفاع الصاروخي البالستي بمسرح الحرب.

وتم تجهيز المدمرة ميسون بأنظمة الإطلاق العمودي إم كاي 41 لما مجموعه 96 خلية قادرة على تدمير الصواريخ البالستية والقضاء على التهديدات الجوية والبحرية وتلك التي تبرز تحت سطح البحر.

وتتمحور مدمرات فلايت 2إيه حول نظام أسلحة إيجيس المتكامل والذي يتكون من أنظمة متقدمة مضادة للحرب الجوية والحرب المضادة للغواصات، بالإضافة إلى نظام أسلحة توماهوك طويل المدى والصالح لجميع الأحوال الجوية والذي يمكنه شن هجمات برية.

قيمة مضافة مقارنة بالطرادات الصينية

وقال خبراء إن نظام إيجيس القتالي والقدرة على الربط بين بيانات الاستشعار من مصادر متعددة والسيطرة على النيران وتنفيذ الدفاع الصاروخي الجوي والدفاع الصاروخي البالستي وصواريخ الاعتراض، كلها عناصر تعطي مدمرات أرلي بورك قيمة مضافة في القتال.

وكتب كريس أوسبورن رئيس مركز التحديث العسكري في حزيران/يونيو الماضي أنه في حين أن سفنا مثل طرادات الصواريخ الموجهة من فئة رينهاي تايب 055 التابعة لبحرية جيش التحرير الشعبي للصين قد تكون أكبر حجما، إلا أن "الهامش الحقيقي من التفوق قد يرتبط على الأرجح بقدرة كل منصة على إنشاء شبكة والتنسيق فعليا مع أصول أخرى في بيئة أسلحة بحرية متعددة المجالات".

وذكر المعهد البحري الأميركي أن طرادات تايب 055 تقوم بإزاحة ما بين 12 و13 ألف طن، مقارنة بما يتراوح بين 8400 و9900 طن بالنسبة للفئة أرلي بورك، وهي مزودة بـ 112 أنبوب صواريخ قياسي من نظام الإطلاق العامودي.

وتحمل القاذفات مجموعة من الصواريخ أرض-جو من طراز إتش إتش كيو-9 بي، ولديها مدى يزيد عن مائة ميل بحري، وصواريخ موجهة مضادة للسفن من طراز واي جي-18 يبلغ مداها 290 ميلا بحريا.

ويكمن أحد أوجه الاختلاف في الأسلحة بين السفينتين في مجال الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية. فيمكن تزويد سفن إيجيس الأميركية بصاروخ ريم-161 إس إم-3 الذي يستطيع اعتراض الصواريخ البالستية متوسطة المدى، في حين أن الصين لا يُعتقد أنها تملك نظاما مماثلا، بحسب موقع نافال نيوز.

وكتب أوسبورن أن "المدمرة التي تتكامل بالشكل الأفضل مع أنظمة الرقابة الجوية والهجوم والمنصات المسيرة والغواصات من المرجح أن تغلق فجوة تنفيذ الهجوم بصورة أسرع وستتفوق بالتالي".

وتابع "نظرا لهذه المتغيرات، فقد لا تقدم المقارنة المباشرة بين المدمرات بصورة دقيقة جوابا على السؤال المرتبط بالتفوق، بل توفر نظرة متكاملة على كيفية عمل كل منصة بصورة تفاعلية مع المنصات الجوية وتلك الموجودة تحت البحر والتكامل مع أنظمة القيادة والتحكم وتشغيل دفاعات السفن الفعالة والطبقية والربط بفعالية أكبر بين نقاط المراقبة والأسلحة والسيطرة على النيران من أجل الاستهداف الدقيق والهجوم السريع".

وأضاف أنه في حين أن مسؤولين أميركيين عبّروا عن مخاوف إزاء تقدم الصين لمضاعفة أسطول مدمراتها في غضون السنوات الخمسة المقبلة فقط، إلا أن "امتلاك المزيد من المدمرات لا يوازي بالضرورة أي نوع من التفوق البحري ما لم تكن قادرة على التنافس بالمدى والدقة والشبكات والقدرة العامة التي تتميز بها مدمرات الولايات المتحدة".

تطوير القدرات

هذا ويدل أداء نظام إيجيس القتالي على متن المدمرة ميسون وفي البحر الأحمر، على قدراتها مقارنة بأنظمة السفن غير المختبرة كسفن تايب 055.

ومن المرجح أن تستخدم الخبرة المكتسبة من استعمال النظام في تطوير الجيل الجديد من فلايت 3 بفئة أرلي بورك بصورة إضافية.

ويتمثل أساس فلايت 3 في نظام رادار الدفاع الجوي والصاروخي أيه إن/إس بي واي-6 (في) 1 والذي هو بحسب المعلومات أكثر حساسية بـ 30 مرة مقارنة بالنظام السابق له، ويستطيع تمكين رصد أجسام وتهديدات العدو التي حجمها أقل بمعدل النصف وعلى مسافة أكبر بضعفين مقارنة بالرادارات السابقة.

ومن العوامل الأساسية في قدرة سفن فئة أرلي بورك شراكات بحرية الولايات المتحدة مع الدول المتحالفة معها.

ويستخدم نظام إيجيس كل من البحرية الأميركية وقوات البحرية في اليابان وإسبانيا والنرويج وكوريا الجنوبية وأستراليا. وتنوي البحرية الكندية أيضا استخدامه.

وبهدف تعزيز قدرات المدمرات الأميركية في البحر الأحمر في وجه الهجمات المتواصلة التي ينفذها الحوثيون ضد السفن التجارية، أعلنت الولايات المتحدة في 18 كانون الأول/ديسمبر عن إطلاق مبادرة أمنية جديدة متعددة الجنسيات.

وتجمع المبادرة، التي أطلق عليها اسم عملية حارس الازدهار، بين أكثر من 12 دولة للتعامل مع التحديات الأمنية بصورة مشتركة في جنوبي البحر الأحمر وخليج عدن.

وستجري المبادرة تحت مظلة القوات البحرية المشتركة المؤلفة من 39 عضوا وقيادة قوة المهام المشتركة 153 التابعة لها والتي تركز على الأمن في البحر الأحمر.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *