تعتبر المروحية من طراز إيه إتش-64دي/ئي آباتشي غارديان، وهي النسخة الأحدث من المروحية الآباتشي التابعة للجيش الأميركي، المروحية الهجومية الأكثر تقدما في العالم.
منذ أن سلمت شركة بوينغ أولى المروحيات من هذا الطراز إلى الجيش الأميركي في عام 1984، باتت هذه المروحية المروحية الهجومية الأولى في العالم، وأنتج منها أكثر من 2700 لكل من الولايات المتحدة وحلفائها.
وهي مروحية هجومية ذات محركين ومقعدين وأربع شفرات ومجهزة بمدفع من طراز إم230 عيار 30 مم ومدفع آلي وحيد الماسورة يعمل بالكهرباء ويطلق ذخيرة شديدة الانفجار مزدوجة الغرض أو ذخيرة حارقة شديدة الانفجار.
ويستطيع هذا المدفع العمل بأشكال عدة، من الطلقة الأحادية أو المتحكم فيها أو رشق نيران أوتوماتيكي بالكامل، مع مدى إطلاق أقصى يصل إلى 4000 متر ومدى فتك يصل إلى 2000 متر.
وتمتلك هذه المروحية أربع نقاط صلبة يمكن أن يركب عليها صواريخ AGM-114 هيلفاير، وهي سلسلة من صواريخ جو-أرض زنة 100 رطل (45.4 كجم) مع قدرات شديدة الانفجار ومضادة للدبابات للأهداف المدرعة والتفتيت الانفجاري للأهداف "الرخوة".
وتوفر هذه الصواريخ للمروحية قدرة الضرب عالية الدقة لتدمير الدروع المتقدمة. ويبلغ المدى الأقصى للصواريخ 8 كم للنيران غير المباشرة و7.1 كم للنيران المباشرة.
ويتمتع الصاروخ هيلفاير بقدرة "الإطلاق والنسيان"، التي تعني أنه يستطيع ضرب الأهداف بدون توجيه إضافي بعد إطلاقه وبدون أن يتطلب جهاز الإطلاق خط رؤية لها.
ويمكن أن تخدم النقاط الصلبة كمنصات لتركيب حجيرة الصواريخ هيدرا 70، وهي صواريخ جو-أرض 2.75 بوصة (7 سم) غير موجهة ومثبتة بزعانف يمكن تزويدها بكل من رؤوس حربية أحادية ورؤوس حربية لاستخدامها ضد الأهداف الصغيرة والكبيرة. وتتميز هذه الصواريخ بمدى فعال يصل إلى 10500 متر.
ويستطيع الصاروخ هيدرا 70 أن يستخدم تسعة رؤوس حربية مختلفة لتوفير قدرات القمع جو-أرض والستار الدخاني والإضاءة وقدرات إطلاق النار المباشرة وغير المباشرة من مسافات قريبة وبعيدة.
والرأس الحربي الأكثر استخداما في الصاروخ هو إم 151 "10 باوند"، الذي يبلغ نصف قطر التدمير الخاص به 10 أمتار، في حين يصل نصف قطر الانشطار الفتاك إلى نحو 50 مترا.
ويمكن أيضا ترقية الصاروخ غير الموجه ليتحول إلى صاروخ دقيق التوجيه بفضل نظام أسلحة القتل الدقيق المتقدم 2، ما يزوده بوحدة توجيه في وسط الهيكل.
ومن الميزات الإضافية في النسخة إيه أتش-64ئي هي قدرتها على العمل بصورة كاملة مع نظام الرابط 16 الذي يسمح لها بالتواصل في الزمن الحقيقي مع منصات أخرى، كالمقاتلات من طراز إف-35 لايتينينغ 2 ومنصات إطلاق صواريخ المدفعية المتعددة (هيمارس)، وذلك عند الاشتباك مع الأهداف.
ويعد نظام الرابط 16 في جوهره نظام اتصالات لإرسال البيانات التكتيكية وتبادلها في الزمن الحقيقي بين الجيش الأميركي وحلف الناتو وحلفاء آخرين.
ويوفر هذا النظام رابط بيانات رقمي آمن ومقاوم للتشويش وفائق السرعة يعمل على ترددات الراديو والموجات الصغيرة.
وتسمح هذه الشبكة لمجموعة من المنصات، بما في ذلك الطائرات والسفن السطحية والآليات البرية وأنظمة الدفاع الصاروخي والأسلحة الشبكية وشبكات القيادة والتحكم، بتبادل الرسائل النصية والصور والرسائل الصوتية الرقمية.
انتشار عالمي
هذا وتتمتع هذه المروحية بانتشار على مستوى العالم.
ففي آب/أغسطس، كانت هناك أكثر من 1280 مروحية آباتشي قيد العمل، وبلغت ساعات طيرانها الإجمالية أكثر من 5 مليون ساعة، بما في ذلك 1.3 مليون ساعة في العمليات القتالية النشطة، بحسب شركة بوينغ.
وخارج الولايات المتحدة، تمتلك هذه المروحيات وتشغلها عدة بلدان، منها مصر واليونان والهند وإندونيسيا وإسرائيل واليابان والكويت وهولندا وقطر والسعودية وكوريا الجنوبية.
هذا وقد شاركت هذه المروحية في العمليات في كل صراع كبير شاركت فيه الولايات المتحدة وحلف الناتو، وذلك منذ استخدامها للمرة الأولى في العمليات القتالية عام 1989 أثناء الغزو الأميركي لبنما.
فقد استخدمت في عملية عاصفة الصحراء وعملية حرية العراق وعملية أناكوندا، ووفرت الإسناد لعمليات حفظ السلام التي نفذتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، بما في ذلك في البوسنة وكوسوفو.
وبالمقارنة بأكثر من 2700 مروحية أباتشي تم إنتاجها لصالح الولايات المتحدة والحلفاء منذ العام 1984، لم تتمكن روسيا من إنتاج إلا 133 من مروحيتها من طراز كا-52.
والمروحية كا-52، المجهزة بنظام دوار محوري مميز، مصممة، مثلها في ذلك مثل الأباتشي، للقيام بمجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك العمليات المضادة للدبابات وعمليات الاستطلاع والدعم الجوي القريب.
إلا أنه تم فقدان 41 مروحية على الأقل من هذا الطراز خلال حرب روسيا في أوكرانيا.
وأوردت مجلة فوريس أن أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الكتف، بما في ذلك صواريخ ستينغر الأميركية الصنع، كانت ضمن أكثر الأسلحة فعالية ضد المروحية كا-52.