أثبتت المروحية من طراز إيه إتش-64إي آباتشي غارديان، وهي نسخة محدثة من المروحية العسكرية الأميركية الشهيرة، أنها طائرة يصعب للغاية اكتشافها، ما يوفر لها قدرة لا مثيل لها في أداء مهام الاستطلاع والقتال.

وتعد غارديان النسخة الأحدث من مروحية الآباتشي الهجومية التي صممت للتحليق على ارتفاعات منخفضة جدا لتجنب الاكتشاف من قبل العدو وشن الهجمات في البيئات شديدة المخاطر.

وينطوي تكتيك التحليق المنخفض على استغلال السمات الجغرافية كغطاء، عبر جعل المروحية تحلق في الوديان والمنحنيات في التضاريس وليس فوقها.

ومن شأن ذلك أن يبقى المروحية تحت تغطية رادار للعدو، وأن يمنع ظهور ظلها في السماء.

وهذه المروحية مجهزة خصيصا لمثل هذه النوعيات من التحليق.

وعلى سبيل المثال، صممت ريش الدوار في النسخ الأقدم من هذه المروحية بحواف رئيسة مصنوعة من مادة التيتانيوم التي تتميز بقوة كافية لتحمل الاحتكاكات بالأشجار والشجيرات وغير ذلك من العقبات الصغيرة القريبة من الأرض.

أما بالنسبة للنسخة الأحدث، وهي إيه إتش-64إي، فهي تحتوي على ريش دوار مركبة ومصممة لتحمل الضربات من المدافع المضادة للطائرات من عيار 23مم.

إلى هذا، هذه النسخة مزودة بمحركات أقوى توفر لها سرعة قصوى تبلغ 164 عقدة (189 ميلا أو 304 كم في الساعة)، مع مدى أقصى يبلغ 260 ميلا بحريا (300 ميل أو 483 كم).

التنسيق في الزمن الحقيقي

وهذه النسخة مزودة أيضا بهيكلية نظم مفتوحة حتى يتسنى لها أن تدمج أحدث نظم الاتصالات والملاحة والمستشعرات والأسلحة.

ويتضمن ذلك قدرة وصلة 16 المحدثة والتي تسمح للمروحية بالاتصال في الزمن الحقيقي مع المنصات الأخرى، مثل المقاتلات من طراز إف-35 لايتنينغ 2وقاذفات الصواريخ المتعددة من نوعية أنظمة صواريخ المدفعية عالية الحركة (HIMARS) عند الاشتباك مع الأهداف.

هذا وقد أثبتت نظم HIMARS قدرتها كأسلحة فتاكة في ساحات المعارك في أوكرانيا ضد القوات الروسية الغازية.

والوصلة 16 في جوهرها هي نظام اتصالات لإرسال البيانات التكتيكية وتبادلها في الزمن الحقيقي بين الجيش الأميركي وحلف الناتو وغيره من الحلفاء.

فهي توفر وصلة بيانات رقمية مؤمنة مقاومة للتشويش وفائقة السرعة تعمل على ترددات الراديو والموجات الصغيرة.

وتمكّن هذه الشبكة مجموعة منوعة من المنصات، بما في ذلك الطائرات والسفن السطحية والعربات البرية ونظم الدفاع الصاروخي والأسلحة الشبكية وشبكات القيادة والتحكم، وذلك لتبادل الرسائل النصية والصور والرسائل الصوتية الرقمية.

ويتم الآن أيضا تزويد بعض المروحيات من طراز إيه إتش-64إي بنظام دفاعي رئيس يسمى نظام التدابير المضادة المشتركة بالأشعة تحت الحمراء للحماية الذاتية. ويوفر نظام الليزر هذا للمروحيات طبقة إضافية من الدفاع ضد الصواريخ أرض-جو قصيرة المدى التي تتعقب المصدر الحراري، بما في ذلك الأنواع التي تطلق من الكتف والتي تشكل تهديدات حقيقية في ساحات القتال الحديثة، كما حدث في أوكرانيا.

تسليم الآباتشي للحلفاء

وكانت هولندا آخر دولة تتسلم هذه النسخة من المروحية.

وقامت شركة بوينغ المصنعة لهذه المروحية بتسليم أولى الطائرات من هذا الطراز إلى سلاح الجو الملكي الهولندي في شهر تشرين الأول/أكتوبر.

وتأتي عملية التسليم في إطار اتفاق أبرم عام 2019 لإعادة تصنيع 28 من النسخة إيه إتش-64 دي، لتحويلها إلى النسخة المتقدمة إيه إتش-64إي. وقالت الشركة في بيان إنه من المقرر تسليم آخر آباتشي من النسخة إي لهولندا في عام 2025.

وقال نائب الأدميرال آري جان دي وارد مدير منظمة العتاد الدفاعي الهولندية "إنه لشرف أن نستلم أولى المروحيات التي أعيد تصنيعها من طراز آباتشي إكو".

وأضاف في بيان "تعتبر هذه المروحية الهجومية المحدثة تحسينا كبيرا وتعطي سلاح الجو الملكي الهولندي المزيد من القدرة القتالية والوعي الظرفي. وتمثل عملية التسليم الأولى هذه خطوة مهمة في تحديث أسطولنا من الآباتشي بالكامل".

وكانت بولندا قد طلبت شراء نحو 100 من هذه النسخة في وقت لاحق من العام الماضي.

يذكر أنه منذ العام 1984، قامت شركة بوينغ بتسليم أكثر من 2600 مروحية طراز آباتشي للجيش الأميركي و17 عميلا دوليا. ووفق الشركة، هناك أكثر من 1260 مروحية من هذا الطراز تقوم بالعمليات على مستوى العالم، بما في ذلك 665 من النسخة إي.

هذا وتضم قائمة الدول الأخرى التي تمتلك هذه المروحية مصر واليونان والهند وإندونيسيا وإسرائيل واليابان وكوريا والكويت وقطر والسعودية وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.