بجمعها بين القدرة والصمود وتعدد الاستخدامات، ينظر الكثيرون إلى طائرة بيغاسوس من طراز كاي سي-46إيه التابعة للقوات الجوية الأميركية على أنها الطائرة الأكثر تقدما في العالم من ناحية التزود بالوقود الجوي وتعدد المهام.

بفضل نظام التزود بالوقود الحديث، تستطيع طائرة بيغاسوس إعادة تزويد طائرات الاستقبال بالوقود أثناء الطيران بكفاءة أكثر من سابقتها، الناقلة القديمة كاي سي-135.

بالإضافة إلى ذلك، تتميز بيغاسوس بتدابير دفاعية مضادة للكشف عن التهديدات وتجنبها، ويمكن تحويلها لنقل البضائع والركاب ولخدمة الاجلاء الطبي الجوي في غضون ساعتين.

وكان الكابتن ستيفن ستريكلاند، قائد سرب تكتيكات الجناح الـ22 لعمليات التزود بالوقود الجوي، قد أعلن في بيان صحافي بعد تمرين تدريبي في كانون الأول/ديسمبر 2022، عن "البدء بتكليف هذه الناقلة بأدوار غير تقليدية".

وقال "نحن نقدم الكثير من المرونة والقدرة للمقاتل الحربي من خلال توفير المزيد من الخيارات وتعزيز عملية صنع القرار"، وتابع "نحن نساعدهم على تحقيق أهدافهم بطريقة أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة".

مع سعة وقود تبلغ 21.2229 رطلا (96.265 كلغ)، فإن بيغاسوس قادرة على نقل 12.229 رطلا (5.546 كلغ) من الوقود أي أكثر من طائرة كاي سي-135، التي تم نشرها لأول مرة في عام 1956.

بدءا من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبح لدى القوات الجوية الأميركية وبموجب عقد، 128 طائرة من طراز بيغاسوس، وقد تم تسليم 75 منها وهي قيد الاستخدام.

ومن المقرر تسليم طائرة بيغاسوس إلى دول شريكة بما في ذلك إسرائيل واليابان، وتفكر إندونيسيا والهند في شراء الطائرة أيضا.

قدرات إعادة التزويد بالوقود

وباستطاعة طائرة بيغاسوس أيضا دعم طائرات القوات الأميركية الجوية والبحرية وكذلك مشاة البحرية الأميركية.

من خلال قدرتها التشغيلية الكاملة، ستكون طائرة بيغاسوس قادرة على تزويد معظم الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والقادرة على الاستقبال بالوقود، وهي مجهزة بذراع التزود بالوقود مدفوع بنظام التحكم بالطيران بالسلك، إلى جانب خرطوم ونظام دروغ يمكن تفعيله بشكل مستقل عن نظام الذراع، ما يوفر قدرة إضافية للمهمة.

ووفقاً لتقارير The Drive، بدلا من نظام الذراع التقليدي الذي يعتمد على مشغلي الذراع للنظر من الجزء الخلفي للطائرة عبر النافذة، ستحتوي الإصدارات المطورة من كاي سي-46إيه على محطة جديدة للتزود بالوقود الجوي والتي ستسمح لمشغلي الذراع باستخدام سلسلة من الكاميرات متعددة الأطياف ونظام تحكم عن بعد هجين ثنائي وثلاثي الأبعاد.

إحدى مميزات النظام الجديد هو أنه سيتيح للمشغلين تنفيذ مهامهم في ظروف انقطاع التيار الكهربائي. ومن المقرر أن يتم تنفيذ محطة المشغل الجديدة في انتظار إصلاحات لنظام الرؤية عن بعد.

وتستطيع الطائرة كذلك أن تكون مجهزة بأجنحة للتزود بالوقود في الجو، ما يسمح لها بتزويد طائرتين بالوقود في الوقت نفس، بحسب ما نشرت مجلة Air and Space Forces.

يعتمد معظم أسطول ناقلات النفط التابع للقوات الجوية الأميركية على نظام دروغ المركزي قادر على إعادة تزويد طائرة واحدة فقط بالوقود في المرة الواحدة. ففي عام 2019، أكملت بيغاسوس بنجاح اختبار وحدات التزود بالوقود الجوي على جناحيها.

قال الرائد جاكوب لامباك، طيار اختبار تجريبي لطائرة كاي سي-46 مع سرب اختبار الطيران رقم 418، إنه "عادة ما يظهر الطيارون المقاتلون على شكل مزدوج، وعلى كل منهم أن يراقب وينتظر بينما يقوم طيارهم بالتزود بالوقود".

وتابع "المهمة القتالية للمقاتلين ليست الجلوس خلف الناقلة، بل القتال. إذا تمكنا من تزويدهما بالوقود في نفس الوقت، فإن كل منهما سيقضي نصف الوقت فقط خارج القتال".

توفير الحماية للطيارين

تتميز بيغاسوس أيضا بخصائص مستحدثة للاستمرار على الصمود، بما في ذلك التدابير المضادة للأشعة تحت الحمراء للطائرات الكبيرة، وجهاز استقبال تحذير رادار معدل، ونظام الوعي التكتيكي الظرفي.

إن الجناح قادر على ربط معلومات التهديد وحث الطاقم على اقتراح إعادة التوجيه تلقائيا في حالة وجود تهديد غير متوقع. ويوفر نظام التعطيل لخزان الوقود والدرع المتكامل حماية إضافية للطاقم والأنظمة الحيوية.

في كانون الاول/ديسمبر 2022، أقلعت طائرتا بيغاسوس من طراز كاي سي-46إيه في رحلة طيران طويلة تعتبر جزءا من مهمة قدرة الضربة البعيدة المدى لدعم التدريب على الضربات الدقيقة بعيدة المدى في منطقة تحت مسؤولية القيادة الهندية والمحيط الهادئ.

وقال ستريكلاند في البيان الصحافي الصادر في كانون الأول/ديسمبر 2022، إن طائرات بيغاسوس أظهرت أنها يمكن أن توفر للطائرات المستقبلة المرونة اللازمة للبقاء في الجو لمهام أطول من المتوقع، أو في حالة عدم ظهور الناقلات المجدولة.

وأكد الكولونيل نيت فوغل، قائد جناح التزود بالوقود الجوي الـ22، في البيان الصحافي أن هذه "المهمة سلطت الضوء على عمليات التحمل والتكامل الوثيق بين المنصات والقدرات المتعددة".

وأضاف "إن طيارينا المذهلين، بدءا من الأطقم الجوية وحتى دعم الأفراد، يعملون بلا كلل لتوفير المقدرة للقادة المقاتلين مع الاستمرار في أن يكونوا في طليعة التطور التشغيلي للناقلات".