عمليات الانتشار

الوحدة الاستكشافية البحرية 26: قوة ديناميكية جاهزة للرد في الشرق الأوسط

2023-11-09

بفضل ترسانتها وقدرتها على التكيف، تعمل الوحدة الاستكشافية البحرية 26 كقوة قتالية ديناميكية ومتعددة الاستخدامات.

شارك هذا المقال

مشاة البحرية الأميركية والبحارة من الوحدة الاستكشافية البحرية 26 يقومون بعمليات تفقد للسفن والصعود على متنها وتفتيشها ومصادرتها خلال مناورات بالمحيط الأطلسي يوم 17 نيسان/أبريل 2023. [قوات مشاة البحرية الأميركية]
مشاة البحرية الأميركية والبحارة من الوحدة الاستكشافية البحرية 26 يقومون بعمليات تفقد للسفن والصعود على متنها وتفتيشها ومصادرتها خلال مناورات بالمحيط الأطلسي يوم 17 نيسان/أبريل 2023. [قوات مشاة البحرية الأميركية]

يعد الانتشار الأخير للوحدة الاستكشافية البحرية 26 في الشرق الأوسط مثالا على جهوزية وتعددية مهام هذه القوة الديناميكية وقدرتها على التكيف، ما يوفر مجموعة واسعة من الخيارات للقيادة المركزية الأميركية.

ويمكن للوحدة إجراء عمليات قتالية قابلة للتوسع من البر أو البحر وتجسد جهود مشاة البحرية للحفاظ على القدرة على تنفيذ عمليات قتالية كبرى مع تسهيل الانتشار السريع للقوات في حالات الطوارئ الناشئة.

وأحدثت الوحدة الاستكشافية البحرية 26 ضجة في عالم العمليات العسكرية عندما نشرت في آب/أغسطس في الخليج العربي بمنطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية.

وكجزء من عملية النشر، أفادت التقارير أن البحرية الأميركية كانت تدرب نحو مائة عنصر من مشاة البحرية على عمليات نشر محتملة على السفن التجارية، مع فرق مكونة من 15 إلى 19 عنصرا على متن كل سفينة لتوفير الأمن لها.

ورافق الوحدة الاستشكافية البحرية 26 عناصر من مجموعة باتان البرمائية الجاهزة والمؤلفة من 3 سفن هي السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان ورصيف النقل البرمائي يو إس إس ميسا فيردي وسفينة الإنزال يو إس إس كارتر هول.

ويمكن لقوة الاستجابة للأزمات البحرية ذات القدرة العالية إجراء عمليات برمائية بالإضافة إلى الاستجابة للأزمات وعمليات الطوارئ، كما يمكن أن تعمل في سواحل العدو أو مناطق الاشتباك المسلح.

ويشكل وجود الوحدة الاستكشافية البحرية 26 في المنطقة رصيدا حيويا، فيسمح للقيادة المركزية الأميركية بشكل عام باستخدامها بشكل استباقي ضمن قوات مدمجة ومشتركة. ويضمن ذلك للولايات المتحدة الجهوزية الدائمة لمواجهة التحديات الأمنية الناشئة.

هذه القدرة، بالإضافة إلى العديد من القدرات البرية والبحرية والجوية الأخرى للجيش الأميركي، تمكّن الولايات المتحدة من مساعدة حلفائها في أوقات الحاجة ضد الخصوم المشتركين.

تصميم قابل للتكيف والجهوزية التامة

وعلى مدى أكثر من 50 عاما، عملت الوحدة الاستكشافية البحرية 26 كقوة عمل بحرية جوية-أرضية تنتشر لفترة طويلة الأمد وذات قدرة عالية على التكيف والاستجابة للأزمات وهي قادرة على تنفيذ عمليات خلال أي صراع.

وتضم الوحدة مكونا قتاليا بريا ومكونا قتاليا جويا ومكونا قتاليا لوجستيا، وتعمل جميعها تحت قيادة مشتركة.

ويتوقف حجم فرقة المهام البحرية جو-أرض على طبيعة مهمتها، إلا أن هيكلها لا يتغير أبدا. ويمكن تكييف هذه القوة الضاربة الجوية والبرية والبحرية القائمة بذاتها والمكتفية ذاتيا لمواجهة أي حالة طارئة، بما في ذلك الرد على عدوان إقليمي.

ومن الممكن حشد الوحدة الاستكشافية 26 في أي لحظة وتزويد الولايات المتحدة بمجموعة واسعة من الخيارات لمعالجة المشاكل غير المتوقعة.

وذكر سلاح مشاة البحرية الأميركية على موقعه على الإنترنت، أن قوات مشاة البحرية الأميركية لديها القدرة على الانتشار في المعارك حول العالم في غضون 6 ساعات.

وفي تموز/يوليو 2023 وبعد برنامج تدريبي مكثف، أعيد تصنيف الوحدة الاستكشافية البحرية 26 كوحدة "قادرة على تنفيذ العمليات الخاصة".

ويشير التصنيف إلى قدرة الوحدة على التكامل مع القوة المشتركة في دعم الحملات اليومية والاستجابة للأزمات ومهام الردع المتكاملة.

وفي استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2018، أنشأت الولايات المتحدة نموذج تشغيل عالمي من 4 طبقات ليكون جاهزا للرد في عالم يتسم بالتنافس الدائم.

وتتضمن الاستراتيجية "الانتشار الديناميكي للقوة" وهو نظام يعتمد الانتشار القابل للتوسع للقوة المشتركة.

وفي جوهره، يوفر الانتشار الديناميكي للقوة المشتركة مجموعة واسعة من الخيارات، تتمكن عبرها من نشر القوات بسرعة للاستجابة للقتال مع الحفاظ على الجهوزية لمواجهة حالات الطوارئ الأخرى.

وتجسد الوحدة الاستكشافية البحرية 26 هذا الانتشار الديناميكي للقوة من خلال قدرتها على نشر القوات بسرعة في حالات الطوارئ الناشئة. وهي مستعدة لتأخير أو إضعاف أو ردع هجوم العدو ضد أي مصالح وطنية للولايات المتحدة.

ويسمح استعداد ومرونة وحدة الاستكشاف البحرية لها بالاستجابة بسرعة للتهديدات الناشئة، ما يساهم في استراتيجية الردع الشاملة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

مسلحة وجاهزة

وتحتوي الترسانة الكبيرة للوحدة الاستكشافية البحرية 26 على نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة وهو نظام قوة نيران دقيق يعتبر أفضل منصة صواريخ مدفعية في العالم.

وإن قدرة نظام الصواريخ المدفعية عالية الحركة على "الإطلاق والانطلاق" أو قدرته على التمركز وإطلاق النار والنقل وإعادة التحميل في غضون دقائق، تقلل بشكل كبير من قدرة الخصم على تحديد موقع قاذفات الصواريخ واستهدافها ما يعزز قدرة الطاقم والمنصة على الصمود في البيئات عالية التهديد.

ويمكن للنظام إطلاق الصواريخ والقذائف على مسافات مهيبة. وعند استخدام نظام الصواريخ التكتيكية للجيش، يمكن لهذا الأخير ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 187 ميلا (300 كيلومتر).

ويحمل نظام الصواريخ التكتيكية للجيش رؤوسا حربية بوزن 227 كيلوجراما ولديه نظام استهداف محدث، ما يجعله فتاكا بشكل خاص للأهداف المتحركة مثل السفن وقاذفات الصواريخ الباليستية المتنقلة.

ومع تطور مشهد التهديدات، تستعد الوحدة الاستكشافية البحرية 26 لتبني قدرات متطورة للحفاظ على دورها وفعاليتها.

ويتمثل أحد هذه الابتكارات في نظام اعتراض السفن الاستكشافية التابع للبحرية البحرية.

وإن هذا النظام كناية عن قاذفة مدمجة وغير مأهولة تستند إلى مركبة تكتيكية خفيفة مشتركة مجهزة بصاروخين هجوميين بحريين وصاروخ كروز حديث متعدد المهام صمم لضرب أهداف بحرية وبرية.

ويتميز الصاروخ الهجومي البحري بمدى يصل إلى مائة ميل بحري (185.2 كيلومتر) عند التحليق على ارتفاع منخفض، ما يضمن قدرة قوية ومتعددة الاستخدامات.

ويمنح نظام اعتراض السفن الاستكشافية للقائد القدرة الصاروخية الأرضية المضادة للسفن وسيسمح للوحدات بمنع العدو من الوصول إلى المناطق الساحلية ونقاط الاختناق الرئيسة الأخرى.

وبفضل ترسانتها وقدرتها على التكيف، تعمل الوحدة الاستكشافية البحرية 26 كقوة قتالية ديناميكية متعددة الاستخدامات، ما يوفر للولايات المتحدة مجموعة واسعة من الخيارات لمواجهة التحديات الأمنية المتطورة.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *