حذر الجيش الأميركي الحرس الثوري الإيراني من استهداف الطائرات الأميركية بأشعة الليزر.
وفي التفاصيل، أوضحت البحرية الأميركية في أواخر أيلول/سبتمبر، أن القوات البحرية الإيرانية قد وجهت مرات عدة أشعة الليزر على طائرة هليكوبتر عسكرية أميركية خلال رحلة روتينية في المجال الجوي الدولي فوق الخليج.
والهليكوبتر من طراز إيه إتش-1زد فيبر ، وهي ملحقة بالوحدة المنتشرة على متن السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان (إل إيتش دي 50)، والتي أرسلت إلى المنطقة كجزء من الجهود الأميركية لردع طهران من احتجاز سفن الناقلات التجارية.
وإيه إتش-1زد فيبر هي طائرة مروحية هجومية ذات محركين مصممة لقوات مشاة البحرية الأميركية، تلعب أدوارا رئيسة في الدعم الجوي القريب ومكافحة الدروع والمرافقة المسلحة والاستطلاع المسلح والمرئي وتنسيق الدعم الناري.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية الكوماندر ريك تشيرنيتزر "أطلقت سفن [البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني] ضوء الليزر مرات عدة على الطائرة أثناء تحليقها"، مشيرا إلى أنه "لحسن الحظ لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات ولم تتضرر الطائرة".
وأضاف إنها "ليست تصرفات قوة بحرية محترفة".
"وأكد تشيرنيتزر أن "هذا السلوك غير الآمن وغير المهني وغير المسؤول من قبل [الحرس الثوري الإيراني] يعرض حياة عناصر من الولايات المتحدة والدول الشريكة للخطر ويجب أن يتوقف على الفور".
وتابع "القوات البحرية الأميركية ستظل يقظة وستواصل التحليق والإبحار والعمل في أي مكان يسمح به القانون الدولي مع تعزيز الأمن البحري الإقليمي".
وقد سبق أن استخدمت إيران الليزر بهذه الطريقة.
في عام 2017، استخدم زورق دورية تابع للبحرية الإيرانية أشعة الليزر ضد طائرة هليكوبتر تابعة لمشاة البحرية، كانت تتحرك عبر مضيق هرمز مع ثلاث سفن أميركية، بحسب ما ذكرت شبكة سي إن إن في ذلك الوقت.
قوة لتحقيق الاستقرار
سيبقى الجيش الأميركي على استعداد للرد على أي تهديد للأمن الدولي في الشرق الأوسط، لا سيما مع استمرار إيران في القيام بأعمال عدوانية وعدائية واستفزازية متعمّدة في المياه الدولية.
وفي أعقاب تصاعد العدوان الإيراني ضد السفن التجارية، زاد الجيش الأميركي في أيار/مايو من تناوب السفن والطائرات التي تقوم بدوريات في مضيق هرمز.
ومن بين عمليات النشر العديدة التي تمت في المنطقة من أجل ضمان الأمن، وصل في أغسطس/أب أكثر من 3 آلاف بحار ومشاة البحرية الأميركية من مجموعة باتان البرمائية الجاهزة (إيه آر جي) ووحدة الاستطلاع البحرية السادسة والعشرين (إم إي يو) إلى الشرق الأوسط كجزء من عملية انتشار أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية مسبقا .
ودخلت كل من السفينة الهجومية البرمائية يو إس إس باتان وسفينة الإنزال يو إس إس كارتر هول (إل سي دي 50) البحر الأحمر في 6 آب/أغسطس بعد عبورها من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس.
وقالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية، إن الوحدات الاستطلاعية البحرية باتان إيه آر جي التابعة لوحدة المشاة البحرية السادسة والعشرين، تجلب إلى المنطقة أصولا جوية وبحرية إضافية، فضلا عن المزيد من مشاة البحرية الأميركية والبحارة، ما يوفر مرونة وقدرة بحرية أكبر للأسطول الخامس الأميركي.
وفي حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية في آب/أغسطس الماضي، قال الناطق باسم الأسطول الخامس، القائد تيم هوكينز، إن هذا النشر يعزز الجهود "لردع النشاط المزعزع للاستقرار وتهدئة التوترات الإقليمية الناجمة عن مضايقات إيران واحتجازها للسفن التجارية".
ويشير الجيش الأميركي إلى أن إيران إما استولت أو حاولت السيطرة على ما يقارب 20 سفينة ترفع العلم الدولي في المنطقة خلال العامين الماضيين.
إيران المزعزعة للاستقرار
في حزيران/يونيو، أعلنت إيران عن نيتها تشكيل تحالف بحري في الخليج، حيث ادعى قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني أن التشكيل العسكري الجديد سيحمي الملاحة في المياه الإقليمية.
لكن هذا الاقتراح فشل في العثور على الزخم لدى دول المنطقة، إذ قال مراقبون إن الفكرة تقوم على "منح الشرعية" لحملة إيران المستمرة التي تثير عدم الاستقرار وتلحق العدوان.
لعل تصرفات إيران في مضيق هرمز عند مدخل الخليج، والذي يمر عبره خمس النفط العالمي، تثير الشكوك حول مصداقية النظام في ضمان أمن المنطقة.
واعتبر مسؤولون أميركيون أن محاولات مهاجمة السفن المدنية غير المسلحة تتعارض مع ادعاءات طهران بأنها تسعى إلى تحقيق السلام والأمن في المنطقة، لأن تصرفاتها تشكل تحديا لسلامة وأمن جميع السفن التجارية في مضيق هرمز.
وقال هوكينز من البحرية الأميركية متحدثا باسم الشراكة البحرية متعددة الجنسيات "إنه يتحدى المنطق القائل بأن إيران، السبب الأول لعدم الاستقرار الإقليمي، تدعي أنها تريد تشكيل تحالف أمني بحري لحماية المياه التي تهددها" القوات البحرية المشتركة.
تمام
رد