تعد طائرة إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت القوية ومتعددة الاستخدامات، الطائرة الهجومية الأساسية للبحرية الأميركية والتي تؤمن لها التفوق الجوي.
وتوفر طائرات سوبر هورنت التفوق الجوي ومواكبة قتالية وقدرة استطلاع وقمع للدفاع الجوي وضربات دقيقة في الليل أو النهار.
وتم تصميم الطائرة ذات المحركين والتي تعد أسرع من سرعة الصوت لتطلق من حاملات الطائرات. ويمكن أن تعمل هذه "القوة المضاعفة" كطائرة هجومية، بالإضافة إلى كونها مقاتلة مواكبة لتأمين الدفاع الجوي عن الأسطول.
ولذلك، فإن طائرات سوبر هورنت تزيد من استمرارية المهمة الهجومية وتعزز الدفاع الجوي عن الأسطول.
وتطورت طائرة سوبر هورنت من أول طراز لها أي إيه/بي هورنت الذي استخدمته البحرية في عام 1983، فأنتجت بعدها في ثمانينيات القرن الماضي نسخة سي/دي هورنت.
وإن المقاتلة متعددة الأدوار إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت هي نسخة محدثة عن طائرة إف-18 سي/دي، وتتميز بهيكل طائرة أكبر بنسبة 20 في المائة ما منحها اسمها "سوبر". ويتم تصنيعها من قبل شركة بوينغ.
وتحمل طائرة سوبر هورنت كبيرة الحجم وقودا داخليا إضافيا بنسبة 33 في المائة، ما يزيد من نطاق مهمتها بنسبة 41 في المائة وقدرة تحملها بنسبة 50 في المائة مقارنة بطائرة هورنت السابقة.
وتقوم طائرة إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت بمهام مواكبة المقاتلات التقليدية وتأمين الدفاع الجوي عن الأسطول والاعتراض والدعم الجوي القريب، مع الحفاظ على قدرات ممتازة للقتال والدفاع عن النفس.
وباستطاعتها حمل مجموعة متنوعة من الصواريخ بينها صاروخ جو-جو متوسط المدى الحديث إيه آي إم-120 وصاروخ هاربون المضاد للسفن وصاروخ جو-أرض إيه جي إم-88 والصاروخ الأسرع من سرعة الصوت ومنخفض الارتفاع والصاروخ جو-أرض مافيريك من بين صواريخ أخرى.
وعلى عكس النماذج السابقة من الطائرة، يمكن تجهيز سوبر هورنت أيضا بنظام إعادة التزود بالوقود جوا لتزويد الطائرات الأخرى بالوقود. ويسمح النظام "الصديق للتزود بالوقود" لطائرة سوبر هورنت بتزويد الطائرات الأخرى بالوقود في الجو.
ويمكن لطائرة الإمداد أن تحمل بكرة خرطوم و5 خزانات خارجية، تبلغ سعة كل منها أكثر من ألف لتر من الوقود.
عقدان من الخدمة
وكانت أول رحلة بحرية تشغيلية لطائرة إف/إيه-18إي سوبر هورنت في عام 2002 على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن. وشاركت الطائرات في القتال في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 في عملية المراقبة الجنوبية.
وفي تلك المهمة، نفذت طائرات سوبر هورنت ضربات جوية على منصتي إطلاق صواريخ أرض-جو في الكوت بالعراق وخندق للدفاع الجوي والسيطرة في قاعدة طليل الجوية.
وفي إحدى المهام، أطلق طيار لأول مرة في المعارك صاروخا ثقيلا يبلغ وزنه 2000 رطل (أي 900 كيلوجرام) من مجموعة ذخيرة الهجوم المباشر المشترك إم كاي84 من طائرة سوبر هورنت. وكانت سوبر هورنت قد أنجزت هذه المهمة أيضا في اختبار للبحرية في أيار/مايو 2000.
وفي الرحلة البحرية نفسها، نفذت طائرات سوبر هورنت مهاما فوق أفغانستان لدعم عملية الحرية الدائمة. وأظهرت الطائرات موثوقية ومدى أطول مقارنة بالطائرات السابقة وقدرة على حمل المزيد من الصواريخ.
ونفذت سوبر هورنت أيضا مهمات في عملية حرية العراق وعملية العزم الصلب.
وأثناء عملية حرية العراق، حلقت المئات من طائرات سوبر هورنت في مهام قتالية، وقدمت الدعم الجوي المباشر والضربات والمرافقة والتزود بالوقود جوا. وخدمت كوحدة تحكم جوية أمامية في الجو.
وفي عام 2006، شاركت طائرات إف/إيه-18إف سوبر هورنت لأول مرة في عمليات قتالية نشطة في أفغانستان. وبعد سنوات، قامت بمهام دوريات مراقبة أثناء إخلاء الأميركيين كابول في عام 2021.
في الأسطول بالكويت وأستراليا
ووفقا لشركة بوينغ، تستخدم 3 دول طائرات سوبر هورنت وهي الولايات المتحدة وأستراليا والكويت.
ففي أيار/مايو 2007، أصبح سلاح الجو الملكي الأسترالي أول زبون دولي لطائرات سوبر هورنت. وتمتلك أستراليا اليوم 24 طائرة من طراز إف/إيه-18إي/إف سوبر هورنت.
وبحسب سلاح الجو الملكي الأسترالي، نفذ طيارو هورنت الأستراليون خلال السنوات الثلاثة الممتدة بين 2014 و2017، أكثر من 2700 طلعة جوية ضد أهداف لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في كل من العراق وشرقي سوريا.
وأعلنت القوات الجوية الملكية الأسترالية في صيف العام 2023 أنها ستمدد دورة حياة طائراتها الحالية من طراز سوبر هورنت بفترة عقد آخر على الأقل، ما سيؤدي إلى إطالة استخدامها في البلاد حتى ثلاثينيات القرن الجاري.
وفي عام 2016، وافقت الولايات المتحدة على اتفاق لصالح الكويت لشراء 28 طائرة من طراز بلوك 3 سوبر هورنت إف/إيه-18 لتحل محل أسطولها القديم. وتتخلص الكويت تدريجيا من النماذج السابقة من طائرة هورنت التي استخدمتها البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي.
وتتمتع طائرات بلوك 3 سوبر هورنت بتحديثات شملت ميزات عالية القدرة. فتتميز بعمر خدمة أكبر يصل إلى 10000 ساعة طيران وتوقيع راداري أقل. وفي قمرة القيادة، يمتلك الطيار مجموعة إلكترونيات طيران جديدة ونظام قمرة قيادة متطورا وحوسبة أكثر قوة.
واستقبلت البحرية الأميركية أول طائرتين من طراز بلوك 3 سوبر هورنت من شركة بوينغ (من أصل 78 طائرة) في أيلول/سبتمبر 2021.
وباتت طائرات بلوك 3 أكثر قدرة على التخفي وعلى البقاء، وذلك عبر معالجات إضافية تقلل من المقطع العرضي للرادار، حسبما ذكره موقع ديفنس نيوز.
طائرات متعددة الاستخدامات
ويمكن لطائرة سوبر هورنت متعددة الاستخدامات القيام بعمليات مرنة في البحر. وفي آذار/مارس 2020، قامت المقاتلات الضاربة من طراز إف/إيه-18إي سوبر هورنت من حاملة الطائرات دوايت دي. أيزنهاور باحتكاك مثير للإعجاب عندما قامت بهبوط وصعود مباشر على حاملة طائرات فرنسية.
وهبطت على متن حاملة الطائرات شارل ديغول التي تعمل بالطاقة النووية ونفذت عملية الهبوط والصعود المباشر.
وصممت طائرات بلوك 3 سوبر هورنت لدعم خزانات الوقود المتوافقة والتي تتم إضافتها إلى الجزء العلوي من جسم الطائرة ويمكنها استيعاب ما يصل إلى 3500 رطل (1600 كيلوجرام) من الوقود الإضافي.
وتساعد خزانات الوقود المتوافقة على تخفيض المقطع العرضي للرادار في الطائرة.
هذا ويعد هيكل طائرة سوبر هورنت قويا وقد صمم بهندسة أنظمة المهام المفتوحة، وفقا للبحرية. وتسهل هذه الميزة دمج الأسلحة والتكنولوجيا الجديدة.
ويمكن للطائرة المقاتلة أن تحمل مجموعة متنوعة من الأسلحة. وتشمل هذه الأخيرة مدفع إم61إيه1/إيه2 فولكان عيار 20 ميليمترا وصاروخ جو-جو قصير المدى 9 سايدويندر وصاروخ جو-جو قصير المدى 7 سبارو وصاروخ جو-جو متوسط المدى 120 وصواريخ هاربون وهارم ومافيريك والصواريخ الأسرع من سرعة الصوت على ارتفاع منخفض، إضافة إلى أسلحة المواجهة المشتركة وذخيرة الهجوم المباشر المشترك.
ويمكنها أيضا أن تحمل وحدة لوصل البيانات أو قنابل موجهة بالليزر لفتح المسار، بالإضافة إلى قنابل وألغام وصواريخ متعددة الأغراض.