لعب نظام ثاد منذ تسعينيات القرن العشرين دورا رئيسا في حماية الولايات المتحدة وحلفائها من الصواريخ البالستية.

نظام ثاد، الذي كان يعرف في الماضي باسم مسرح الدفاع عن منطقة الارتفاعات العالية، هو نظام دفاعي ضد الصواريخ البالستية مصمم لاعتراض الصواريخ البالستية قصيرة ومتوسطة المدى.

ويحتل النظام مكانا متوسطا في نظام الدفاع متعدد الطبقات للولايات المتحدة: وهو يوفر منطقة دفاع أكبر مقارنة بنظام الدفاع الصاروخي باتريوت ويدعم وظائف الغلاف الجوي الخارجي لنظام الدفاع الصاروخي البالستي إيجيس ونظام الدفاع الأرضي في منتصف المسار.

ويتكون نظام ثاد من صواريخ معترضة وقاذفات ورادار إكس-باند إيه إن/تي بي واي-2 أرضي ونظام لإطلاق النيران ومعدات دعم.

وتستخدم صواريخ ثاد الطاقة الحركية لتدمير الصواريخ القادمة بدلا من الاعتماد على رأس متفجر، وهو خيار أكثر أمانا عند اعتراض الصواريخ النووية، ويمكن أن يضرب أهدافا على بعد 200 كم.

ومع أن المفهوم كان قد اقترح أولا في عام 1987، فقد منح الجيش الأميركي المتعاقد الدفاعي لوكهيد مارتن العقد الأولي لتطوير نظام ثاد في عام 1992 في إطار جهد لتطوير نظام دفاع صاروخي قابل للنشر ضد التهديدات المحلية.

وفي حين أن النظام واجه صعوبات في التجارب الأولى، فقد كان له منذ ذلك الحين سجل موثوقية ثابتة في تجارب الطيران.

وكان الجيش قد أطلق النموذج الأولي من نظام ثاد في نيسان/أبريل 1995، وفي حزيران/يونيو وآب/أغسطس 1999، نفذ عمليتي طيران ناجحتين اعترض فيهما النظام بنجاح صواريخ هيرا، بما في ذلك هدف موحد وهدف منفصل.

وقد استمر الجيش في تطوير نظام ثاد.

ففي السنوات الأخيرة، أدمج الجيش نظام ثاد بشبكة الوصلة 16، وهي شبكة بيانات عسكرية تكتيكية تستخدمها الولايات المتحدة وحلف الناتو وحلفاء آخرين لإيصال بيانات التهديدات الجوية والصاروخية ذات الصلة لأنظمة الدفاع.

وهي توفر وصلة بيانات رقمية عالية السرعة مقاومة للتشويش تعمل على موجات الراديو والموجات القصيرة.

وتمكن الشبكة مجموعة من المنصات، بما في ذلك الطائرات والسفن السطحية والمركبات الأرضية وأنظمة الدفاع الصاروخي والأسلحة الشبكية وشبكات القيادة والتحكم، من تبادل النصوص والصور والرسائل الصوتية الرقمية.

إلى هذا، تم تحديث أداة تعقب جهاز الاستشعار التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء للتصوير بالإنديوم والأنتيمونيد في نظام ثاد.

ففي آب/أغسطس 2022، منحت لوكهيد مارتن شركة هندسة الطيران بي إيه إي سيستمز عقدا لتطوير الجيل القادم من تكنولوجيا أدوات التعقب التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء لنظام ثاد.

ويستخدم رأس أداة التعقب التي تعمل ايلأشعة تحت الحمراء الحالية، وهي أيضا من تصنيع شركة بي إيه إي سيستمز، أجهزة استشعار إلكترونية-بصرية متقدمة للبحث عن صواريخ العدو البالستية القادمة التي تتحرك بسرعة تصل إلى 17 ألف ميل (27359 كم) في الساعة والتقاطها، حيث تعمل إلى جانب الرادار لتوجيه الصواريخ الاعتراضية في نظام ثاد إلى التهديدات، بحسب شركة بي إيه إي سيستمز.

وقال مدير حلول الاستشعار والتوجيه الدقيق في بي إيه إي سيستمز غريغ بروكوبيو في بيان في ذلك الوقت، إن "نظام ثاد عالي الفعالية للتخفيف من تهديدات الصواريخ فائقة السرعة، ونحن بصدد جعله حتى أكثر قدرة".

الدفاع عن الحلفاء

كويمثل نظام ثاد أيضا مكونا شديد الأهمية في أنظمة الدفاع الصاروخي لدى عدد من حلفاء الولايات المتحدة، وقد تم نشره بالفعل في رومانيا وكوريا الجنوبية وإسرائيل.

ففي عام 2017، أدخلت كوريا الجنوبية نظام ثاد كطبقة ثانية في نظامها الدفاعي الصاروخي، حيث يكمل أنظمة باتريوت باك-3 لاعتراض الصواريخ التي من المرجح أن تأتي من كوريا الشمالية.

إلا أن نشر نظام ثاد في منشأة مخصصة بملعب غولف قد أثار غضب الصين التي انتقمت باتخاذ إجراءات اقتصادية.

وأعلنت كوريا الجنوبية في آب/أغسطس أنها ستضع نظام ثاد في موقعه الطبيعي، وذلك عبر نقله إلى قاعدة عسكرية فيها منشآت عملياتية ومنشآت دعم وإقامة للجنود الأميركيين الذين يشغلون النظام.