التحالفات

حاملة الطائرات شارل ديغول مجهزة للتعامل مع تهديدات الغواصات

2022-12-22

تستطيع الفرقاطات من فئة الفرقاطات الأوروبية متعددة المهام (FREMM) التابعة لحاملة الطائرات تدمير الغواصات من مسافات بعيدة واكتشافها من مدى أطول من ذاك الذي تعتمده الغواصات لشن هجوم عليها.

شارك هذا المقال

فرقاطة من فئة FREMM في البحرية الفرنسية تعمل في المياه المفتوحة في تموز/يوليو. [البحرية الفرنسية]
فرقاطة من فئة FREMM في البحرية الفرنسية تعمل في المياه المفتوحة في تموز/يوليو. [البحرية الفرنسية]

توفر مجموعة حاملة الطائرات الهجومية شارل ديغول (CSG) مع فرقاطاتها من فئة الفرقاطات الأوروبية متعددة المهام (FREMM) قدرات متميزة في مكافحة الغواصات وسط مجموعة من العمليات المشتركة مع القوات المتحالفة.

والشهر الماضي، انضمت مجموعة حاملة الطائرات إلى القوات البحرية للحلفاء لتنفيذ مهمة متواصلة وطويلة في شرقي المتوسط، بهدف زيادة المشاركة الفرنسية بصورة كبيرة في العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا للأشهر المقبلة.

وكانت حاملة الطائرات قد غادرت فرنسا يوم 15 تشرين الثاني/نوفمبر في إطار مهمة أنتاريس التي يشارك بها 3000 جندي من فرنسا وشركاء التحالف.

وفي إطار مهمة أنتاريس، من المقرر أن تساهم حاملة الطائرات شارل ديغول في تأمين الجناح الشرقي لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأن تشارك في عملية العزم الصلب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وربما أيضا التوجه إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، وفقا لبيان صادر عن وزارة القوات المسلحة الفرنسية.

مروحية تهبط على متن حاملة الطائرات شارل ديغول في 17 كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الفرنسية]
مروحية تهبط على متن حاملة الطائرات شارل ديغول في 17 كانون الأول/ديسمبر. [البحرية الفرنسية]

وفي حين لم يكشف الجيش الفرنسي علنا عن تشكيلة مجموعة حاملة الطائرات، شوهدت فرقاطة البحرية الفرنسية من فئة الفرقاطات الأوروبية متعددة المهام للدفاع الجوي (FREMM DA) ضمن سفن حاملة الطائرات، وهي تعمل إلى جانبها في إطار مهمة أنتاريس.

التميز في عمليات مكافحة الغواصات

ولطالما أظهرت الفرقاطات الفرنسية من فئة FREMM، مثل الفرقاطة ألساس، قدرات فائقة في الحرب ضد الغواصات.

فمنذ العام 2016، تفوقت الفرقاطات الفرنسية في الفوز بجائزة "Hook'Em" ربع السنوية، التي تمنح لوحدة في الأسطول السادس الأميركي تظهر جهوزية فائقة وكفاءة وتأثير عملياتي ضد الغواصات.

وفي عام 2021، منح الأسطول السادس الأميركي الجائزة لفرقاطتين من فئة FREMM، وهما إف إس بروفنس وإف إس لانغودوك، وأيضا لأفراد قيادة مجموعة حاملة الطائرات شارل ديغول، المعروفين أيضا باسم فريق المهام 473، وفقا لموقع Navalnews.com.

وفي عام 2020، فازت بجائزة Hook'Em فرقاطتان من فئة FREMM تابعتان لفريقي المهام 470 و273، وهما الفرقاطتان إف إس بريتاني وإف إس أوفرين.

وتتميز الفرقاطة من فئة FREMM بأنها مجهزة بمجموعة السونار المتقدمة (CAPTAS-4) التي تمكّن السفن السطحية من اصطياد الغواصات من مسافات بعيدة واكتشافها من مدى أبعد من المدى الذي تعتمده الغواصات لشن هجوم عليها.

وتتواجد مجموعة السونار هذه في عدد من سفن حلف الناتو، بينها سفن بريطانية وأسبانية وإيطالية.

وتستطيع الفرقاطة من فئة FREMM أيضا نشر مروحيات متخصصة مضادة للغواصات وزوارق تكتيكية للقوات الخاصة البحرية، وهي مزودة بتوربيدات وصواريخ مضادة للسفن من طراز أستر وإكسوسيت وصواريخ كروز للهجمات البرية.

وكان نائب الأدميرال الأميركي فرديريك تيرنز هو الذي استحدث جائزة "Hook'Em" في العام 1975 لتكريم سفن وغواصات وأسراب طائرات الأسطول السادس الأميركي التي تظهر تميزا في الحرب ضد الغواصات.

إلا أن هذه الجائزة توقفت بعد عقدين من الزمن، قبل أن يعيدها مرة أخرى الأدميرال جيمس فوغو في عام 2016.

الوضع الاستراتيجي الجديد لفرنسا

ويعد التواجد القوي لفرنسا في شرقي المتوسط جزءا من جهودها لإظهار القوة في الفترة 2024-2030، كما أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون في تشرين الثاني/نوفمبر في خطاب في مدينة تولون الفرنسية.

ففي خطابه، قدم ماكرون المراجعة الاستراتيجية الجديدة لفرنسا، والتي من المفترض أن يبحثها البرلمان في عام 2023، وفقا للموقع الإخباري بريكنيغ ديفنيس.

وقال إن "هذه المرحلة ليست مرحلة مناخ هادئ بل توازي البحار العاصفة"، في إشارة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

وتشير المراجعة إلى 10 أهداف استراتيجية تتطرق بضع مرات إلى التعاون مثل ذلك الذي شوهد في البحر المتوسط.

وتتضمن هذه الأهداف إدراك الحاجة إلى شراكة استراتيجية "أساسية وطموحة وواضحة وبراغماتية مع الولايات المتحدة" وتنمية العلاقات مع وفي "الدول الأفريقية والخليج العربي والبحر المتوسط والبحر الأحمر ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ"، إضافة إلى الحفاظ على "حرية العمل والقدرة على تنفيذ العمليات العسكرية"، من بين أهداف أخرى.

وأوضح ماكرون أن فرنسا تريد أن تكون "قوة مستقلة ومحترمة وخفيفة في قلب الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي" مع روابط قوية بالتحالف الأطلسي.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *