توفر المدمرة الأميركية يو إس إس روزفلت المجهزة ببعض أكثر الأسلحة تقدما في البحرية الأميركية لمهمة دولية متواصلة تقودها فرنسا، القدرة على ضرب الأهداف التي تقع في عمق أراضي الخصوم.
وقد نشرت المدمرة روزفلت، إلى جانب عدد من السفن الأميركية وسفن الحلفاء، كجزء من مجموعة حاملة الطائرات شارل ديغول الفرنسية ومهمة أنتاريس، وهي عملية نشر عملياتية في المتوسطيشارك بها 3000 جندي من فرنسا وشركاء التحالف.
وتعمل المدمرة روزفلت، وهي من فئة أرلي بيرك وتعد أقوى سفينة هجومية جوية وبرية في مهمة التحالف، تحت قيادة حاملة الطائرات شارل ديغول الفرنسية.
والمدمرة روزفلت مزودة بنظام آجيس القتالي (Aegis Combat System) وصواريخ أرض-جو مثل صاروخ ستاندرد ميسال 3 (SM-3) وستاندرد ميسال 6 (SM-6) لتوفير الدفاع ضد الصواريخ البالستية.
كما تستطيع السفينة ضرب أهداف متحركة على البر باستخدام صواريخ توماهوك وتدمير الغواصات بهجمات بالمروحيات وجهاز السونار والصواريخ، إلى جانب تدمير السفن باستخدام صاروخ هاربون المضاد للسفن.
ولدى السفينة 96 خلية إطلاق رأسي قادرة على إطلاق الصواريخ طراز توماهوك، التي تستطيع أن تحلق بالقرب من الأرض لمسافة تصل إلى 1000 ميل (1600 كم).
وفي حين أن صواريخ توماهوك تحلق بصورة أبطأ من الصواريخ السريعة وتلك التي تفوق سرعة الصوت،إلا أنها تتميز بمدى أطوال بكثير.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت الصاروخ توماهوك للمرة الأولى في العمليات القتالية بالعراق عام 1991. ثم استخدمته لاحقا في البوسنة (1995) وليبيا (عامي 1996 و2001) والسودان (1998) واليمن (2009) وأفغانستان (1998 وفي الفترة 2001-2021).
كما استخدم الصاروخ في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وفي الحرب الأهلية السورية.
فقد أطلقت الولايات المتحدة عشرات صواريخ توماهوك في نيسان/أبريل 2017 ردا على هجوم بالأسلحة الكيميائية نفذه الجيش السوري على مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة.
فقد أطلقت مدمرتان من فئة آرلي بيرك، وهما المدمرة يو إس إس بورتر والمدمرة يو إس إس روس، ما إجماله 59 صاروخا من طراز توماهوك على قاعدة الشعيرات الجوية. واستهدفت هذه الصواريخ طائرات وملاجئ طائرات محصنة ومستودعات نفط ومستودعات لوجستية ومخابئ إمدادات ذخيرة وأنظمة دفاع جوي ورادارات.
مهام الحلفاء
بدوره، قال قائد المدمرة روزفلت جون مساترياني يوم 11 تشرين الثاني/نوفمبر إن "أنشطتنا هذا الشهر مع البحرية الفرنسية ستوفر فرصة رئيسية لقابلية التعاون العملياتي مع أحد أقدم حلفائنا".
وبدءا من الشهر الماضي، انضمت مجموعة حاملة الطائرات شارل ديغول إلى القوات البحرية للحلفاء لتنفيذ مهمة أنتاريس في شرق المتوسط، بهدف زيادة التواجد الفرنسي بصورة كبيرة في العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لأشهر قادمة.
وحتى فيما يتعامل حلف الناتو مع غزو روسيا غير المبرر لأوكرانيا، فإن الدول الأعضاء بالحلف، بما فيها الولايات المتحدة، تحافظ على تواجد لها في المناطق الاستراتيجية مثل بحر العرب.
ويشكل بحر العرب، الذي يقع بين البحر الأحمر والمحيط الهندي، الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية عبوره للوصول إلى الموانئ العالمية، كما يمثل رابطا رئيسا في "عقد اللؤلؤ" الصيني.
وتضم قائمة السفن التي تعمل معها حاملة الطائرات شارل ديغول في إطار مهمة أنتاريس كلا من المدمرة الأميركية يو إس إس روزفلت والفرقاطة أدرياس، وهي فرقاطة من فئة إللي تابعة للبحرية اليونانية، والفرقاطة فيرجينيو فاسان، وهي فرقاطة أوروبية متعددة المهام تابعة للبحرية الإيطالية، والفرقاطة ألساس، وهي فرقاطة أوروبية متعددة المهام للدفاع الجوي تابعة للبحرية الفرنسية.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، شاركت حاملة الطائرات شارل ديغول في مناورات إلى جانب أربع حاملات طائرات أخرى تابعة لحلف الناتو، وهي حاملتا الطائرات يو إس إس جورج بوش ويو إس إس جيرالد فورد التابعتان للبحرية الأميركية، وحاملة الطائرات كوين إليزابيث التابعة للبحرية الملكية البريطانية وحاملة الطائرات إتس كافور التابعة للبحرية الإيطالية.
وتتمركز المدمرة روزفلت في روتا بإسبانيا، ما يجعلها جزءا من التزام البحرية الأميركية أمام أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط.
وتشكل محطة روتا البحرية، التي تقع شمالي مضيق جبل طارق مباشرة، مركز تواجد أماميا أساسيا يتميز بموقع جيد لإظهار القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلف الناتوفي مختلف أنحاء المنطقة، ما يعطي القادة الأميركيين خيارات موسعة لتنفيذ ضربات سريعة ضد أهداف معادية محتملة في جميع أنحاء البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وخلال الصيف، أصدرت البحرية الأميركية أوامر بتمركز مدمرتين أخريين من فئة أرلي بيرك في روتا،فتنضم بذلك إلى 4 مدمرات أخرى متمركزة هناك.
ووفق البحرية الأميركية، فإن تمركز المدمرات في روتا يعطيها مرونة للتحرك عبر مياه أوروبا وإفريقيا، وتحديدا من رأس الرجاء الصالح إلى الدائرة القطبية الشمالية.