أعلن وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث في تموز/يوليو 2025 عن خطط لتوسيع وتعزيز برنامج حرب الطائرات المسيرة الأميركي، من خلال بناء أسطول أكثر تطورا وقدرة.
وتعكس هذه المبادرة الدروس المستقاة من صراعات مثل الحرب الروسية-الأوكرانية، وتُبرز أهمية الأنظمة غير المأهولة منخفضة الكلفة والقابلة للاستهلاك في تحقيق التفوق الجوي والحفاظ عليه.
وقد أسهمت الحاجة المتزايدة إلى مواجهة التهديدات الناشئة من خصوم مثل الصين وإيران في تسريع هذه الجهود على نحو ملحوظ.
فالاستثمارات الكبيرة التي ضختها هاتان الدولتان في برامج الطائرات المسيرة أدت إلى دفع مخططي الدفاع الأميركيين إلى إعطاء أولوية للأنظمة القابلة للتوسع والتي يمكن إنتاجها ونشرها بأعداد كبيرة.
وفي هذا السياق الاستراتيجي، ركزت وزارة الحرب على الكلفة المعقولة والإنتاج السريع والمرونة التشغيلية باعتبارها متطلبات أساسية للمنصات المسيرة المستقبلية.
ومن الأنظمة المثالية لتلبية مثل هذه المتطلبات، نظام الهجوم القتالي المسير قليل الكلفة (لوكاس).
ولوكاس كناية عن مسيرة قتالية جديدة صممت لتقديم حل فعال من حيث الكلفة وقابل للتوسع، بما يلبي متطلبات العمليات العسكرية الحديثة.
دمج الذكاء الاصطناعي
يمثل نظام لوكاس تقدما كبيرا في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار بفضل الأبحاث المكثفة والهندسة المبتكرة.
ويعتمد النظام على تصميم أساسي تم تعديله بشكل شامل ليتوافق مع المواصفات العسكرية الأمريكية الصارمة.
وكانت النتيجة مسيرة هجومية منخفضة الكلفة لتنفيذ هجمات دقيقة، تقوم على هيكل جوي مُجرب، مع دمج قدرات أكثر تطورا.
وتشمل التحسينات الأساسية قدرات الاستخدام الذاتي والتكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي وإطالة زمن التحليق، إضافة إلى العمل ضمن أسراب مترابطة عبر شبكات اتصال شبكية.
في في سياق تشغيل الطائرات المسيرة ضمن أسراب، تستطيع عدة طائرات مسيرة تبادل البيانات مباشرة في ما بينها، بدل الاعتماد على عقدة تحكم مركزية واحدة، ما يعزز قدرتها على الصمود ويرفع مستوى الفعالية التشغيلية.
ومع أن الكثير من التفاصيل ما تزال سرية، إلا أن إحدى نسخ لوكاس المعروفة باسم آروهد (رأس السهم) تستطيع بحسب المعلومات نقل حمولة زنة 45 كيلوغراما لمسافة 2780 كيلومترا تقريبا.
وتتشابه هذه القدرة مع قدرة نسخ معدلة من طائرات شاهد الروسية، التي استخدمت في الضربات خلال الحرب في أوكرانيا.
وتم بالفعل نشر دفعات أولية لمسيرة لوكاس لدى إحدى فرق العمل التابعة للقيادة المركزية الأميركية، وتشمل نسخا أصغر بمدى تشغيلي أقل يقدر بنحو 640 كيلومترا.
خيارات إطلاق مرنة
ويضم نظام لوكاس طريقتين مختلفتين للإطلاق: الإطلاق من منصات مثبتة على الشاحنات، والإطلاق بمساعدة معززات صاروخية.
يوفر الإطلاق من الشاحنات مزايا تشغيلية كبيرة، من بينها سرعة إعادة التموضع، تقليص قابلية التعرض للضربات المضادّة والقدرة على دعم أنماط مختلفة من المهام.
بالمقابل، يوفر خيار الإطلاق بمساعدة المعزز الصاروخي دفعا إضافيا يتيح للطائرات المسيرة بلوغ السرعة التشغيلية بسرعة عقب الإطلاق.
ومعا، تمكّن طريقتا الإطلاق المذكورتان قدرا عاليا من المرونة والسرعة من دون الحاجة إلى كوادر شديدة التخصّص، ما يسمح بنشر أعداد كبيرة من المسيرات بصورة متزامنة.
وفي هذا السياق، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر إن "قوة المهام الجديدة هذه تهيئ الظروف لاستخدام الابتكار كأداة ردع".
وأضاف "إن الإسراع في تزويد مقاتلينا المحترفين بأحدث تقنيات الطائرات المسيرة يجسّد قدرة الجيش الأميركي على الابتكار والقوة، بما يسهم في ردع الجهات المعادية".
وفي حين لم تكشف وزارة عن أرقام الإنتاج، إلا أن نظام لوكاس يعتمد على مكونات جاهزة ومتوافرة تجاريا، ما يسمح بتصنيع سريع وقابل للتوسع بكلفة محدودة، يخدم أهداف الاستراتيجية العسكرية الأميركية.
![اعتمادًا على خبرات متراكمة على مدى عقود، استضاف ميدان يوما للاختبارات التابع للجيش الأميركي، في 19 أيلول/سبتمبر 2025، جهود تقييم نظام لوكاس الخاص بسلاح مشاة البحرية الأميركية. [الجيش الأميركي/مارك شاور]](/ssc/images/2025/12/23/53155-lucas_drones_2-600_384.webp)