يحدد فرض القوة البحرية الطريقة التي تمارس بها الولايات المتحدة نفوذها بعيدا عن سواحلها من خلال نقل قوات عسكرية قادرة عبر المحيطات المتنازع عليها والممرات الحيوية.
ويساهم هذا النهج في ردع الصراعات وحماية طرق التجارة ودعم الاستقرار عبر محيطات العالم.
كما أنه يدعم الردع والاستجابة للأزمات والالتزامات تجاه التحالف التي تعتمد على الممرات البحرية المفتوحة والآمنة.
ويعرف فرض القوة البحرية بأنه القدرة على استخدام الأصول الجوية والسطحية وتحت السطحية لتشكيل النتائج في مناطق بعيدة.
توفر حاملات الطائرات قدرات الضربات بعيدة المدى والتفوق الجوي، إذ أنها تعمل كمطارات متنقلة لا تعتمد على أراض أجنبية.
تشغل البحرية الأميركية 11 حاملة طائرات تعمل بالطاقة النووية ، وهو ما يمنحها قوة جوية عالمية لا مثيل لها.
والغواصات الأميركية -- التي تعمل بالطاقة النووية أيضا -- تتميز بالقدرة على التحمل والسرعة والتخفي، وتستخدم في جمع المعلومات الاستخباراتية ودوريات الردع ومهام الضربات الدقيقة في جميع أنحاء العالم.
وتوفر السفن الحربية السطحية، بما في ذلك المدمرات والطرادات، الدفاع الجوي والصاروخي والسيطرة البحرية والهجوم البري، وهي تشكل العامود الفقري للدفاع البحري.
وتُعد هذه السفن من بين أكثر السفن القتالية السطحية قدرة على مستوى العالم.
القدرات والتأثير العالمي
يضع الوجود الاستراتيجي القوات البحرية في مناطق حساسة لردع العدوان وطمأنة الشركاء والاستجابة السريعة للأزمات في الخليج العربي.
ويقلل التمركز في مواقع متقدمة مثل البحرين من أوقات الاستجابة ويدعم العمليات، في حين تمكن الحرب البرمائية من الاستيلاء على الموانئ والأراضي ذات الأهمية الكبيرة للوصول إليها.
وتهدف عمليات منع الوصول للبحار والسيطرة عليها إلى التحكم في الحركة أو تقييدها عبر ممرات حيوية مثل مضيق هرمز وباب المندب.
هذا وتستخدم الدبلوماسية البحرية زيارات الموانئ والتدريبات متعددة الجنسيات وعمليات حرية الملاحة لتعزيز القانون الدولي وإظهار الالتزام المستمر تجاه الحلفاء.
تعتمد عمليات المراقبة والاستطلاع على الأقمار الصناعية والطائرات المأهولة والأنظمة غير المأهولة وأجهزة الاستشعار تحت سطح البحر للحفاظ على الوعي المستمر عبر مناطق بحرية واسعة.
تمكّن أسلحة الضربات الدقيقة، بما في ذلك صواريخ كروز المطلقة من السفن والأنظمة الفرط-صوتية الناشئة، من توسيع مدى وسرعة القوة النارية البحرية ضد الأهداف الحساسة للوقت.
وتربط العمليات التي تركز على الشبكة أجهزة الاستشعار والرماة والقادة من خلال اتصالات مرنة، بينما تعمل القوات السيبرانية على حماية الشبكات الصديقة وتسعى إلى تعطيل عملية صنع القرار لدى الخصوم.
كما أن القوة الاقتصادية تدعم النفوذ البحري من خلال حماية خطوط النقل البحرية التي تنقل إمدادات الطاقة والسلع المصنعة والمواد الغذائية عبر النظام التجاري العالمي.
ومن خلال دمج الوجود والتكنولوجيا والعمليات اللوجستية والتحالفات، تستخدم الولايات المتحدة فرض القوة البحرية لحماية التجارة وردع الصراعات والحفاظ على الاستقرار عبر محيطات العالم.
![حاملة الطائرات من فئة نيميتز يو إس إس نيميتز (سي في إن 68) تبحر أمام مجموعة حاملة الطائرات الضاربة نيميتز خلال مناورة تكاملية في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية في 28 كانون الأول سبتمبر 2025. [صورة للبحرية الأميركية]](/ssc/images/2025/12/15/53061-9410714-600_384.webp)