أكدت مناورة طب الطوارئ المشتركة (جميكس)، في نسختها لعام 2025، الدور المحوري للولايات المتحدة في الاستعداد الطبي العالمي من خلال جمع الفرق الطبية الأميركية وفرق الحلفاء لإجراء اختبار قوي للاستجابة للطوارئ.
وقد أجريت مناورة جميكس-25 في قاعدة فورت كافازوس من قبل مركز كارل ر. دارنيل الطبي التابع للجيش الأميركي وقيادة الجهوزية الطبية – المنطقة الغربية خلال الفترة من 8 إلى 13 حزيران/يونيو، وجمعت المناورة بين مختصين من الجيش الأميركي والجيش الملكي الهولندي والجيش الإماراتي.
حاكت المناورة ظروفا قاسية لتحدّي المشاركين في رعاية المصابين، والعلاج الميداني المطول والإجلاء الطبي .
بدأت المناورة كفاعلية تدريبية مدتها أربع ساعات لنواب طب الطوارئ في الجيش الأميركي والبحرية والقوات الجوية.
ومع مرور الوقت، تطورت هذه التدريبات لتصبح أكبر تدريبات طبية للجيش الأميركي، بهدف سد الفجوة بين التدريب السريري والواقع غير المتوقع للرعاية التكتيكية للمصابين في القتال.
ويعكس تطور المناورة حاجة الجيش إلى إعداد الطاقم الطبي للعمل في بيئات عملياتية.
على مدار دورات متتالية، توسع نطاقها ليشمل المسعفين وأخصائيي الإسعافات الأولية والعاملين في مجال الرعاية الصحية، مع التركيز على الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال والرعاية الميدانية المطولة وإجراءات الإجلاء الطبي -- وهي ركائز أساسية في العقيدة الطبية العسكرية.
الرعاية التكتيكية والتعاون الدولي
وقد كان محور المناورة لهذا العام الرعاية التكتيكية للمصابين في القتال، وهو النظام الذي يوجه الرعاية الطبية الفورية في ساحة المعركة.
وتدرب المشاركون في ظل ظروف محاكاة مصممة لتقليد حالة الطوارئ والضغط في مناطق القتال والاستجابة للكوارث وحوادث الإصابات الجماعية.
ركزت التدريبات أيضا على الرعاية الميدانية المطولة، حيث يتعين على الفرق الطبية رعاية المرضى في بيئات محدودة الموارد عندما يتأخر الإجلاء.
تضمّن التدريب "عمليات بنك الدم المتنقل"، ما يسمح للمتبرعين الذين تم فحصهم مسبقًا بتقديم عمليات نقل الدم الفورية في الميدان.
وتشمل المهارات الإضافية الحد من الأضرار والإنعاش والجراحة وتأمين الرعاية للكلاب العسكرية العاملة.
وتلت ذلك تدريبات الإجلاء الطبي، باستخدام منصات جوية وأرضية لمحاكاة نقل المصابين من مكان الإصابة إلى مرافق الرعاية الأعلى مستوى.
وفي هذا الإطار، قال الملازم دانيال بريلهارت، المدير الطبي لمناورة جميكس، إن "هدفنا الأساسي هنا هو إظهار الاختلافات الجوهرية بين الرعاية الصحية في المستشفيات داخل الولايات المتحدة والبيئات الطبية في مناطق الانتشار".
وأضاف "في حين أن المهنيين الطبيين يتفوقون في المستشفيات، فإن تلك المهارات لا تنطبق دائمًا بشكل مباشر على ساحة المعركة. نحن نسعى إلى تحديد تلك النقاط الحرجة ومعالجتها".
وقد وفرت القوات الأميركية الإشراف على القيادة والبنية الأساسية للتدريب، في حين ركزت مشاركة هولندا والإمارات العربية المتحدة على تبادل المعرفة والتشغيل البيني.
بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أكدت مشاركتها على تعاونها الدفاعي المستمر مع الولايات المتحدة والتزامها بتعزيز الاستعداد الطبي العملياتي في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
فمن خلال سيناريوهات محاكاة للإجلاء والأزمات، عزّز الأطباء من الدول المتحالفة مستوى الثقة فيما بينهم، وتدرّبوا على تنفيذ استجابات سريعة للتعامل مع الإصابات التي تهدد الحياة في ظروف ميدانية تحاكي بيئة القتال.
هذا وتعزز المناورات مثل جميكس-25 التزام الولايات المتحدة بالأمن الجماعي والاستعداد الطبي.
من خلال دمج الأطباء من دول التحالف في التدريب الواقعي، تعمل مناورة جميكس على تعزيز التنسيق وتحسين قدرات الاستجابة للطوارئ وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
![المشاركون في مناورات طب الطوارئ المشتركة ( جميكس-25) اثناء تجهيز مصاب محاكاة للإجلاء الطبي خلال تدريب على رعاية المصابين في القتال في قاعدة فورت كافازوس، تكساس، في 12 حزيران/يونيو. [تي. تي. باريش/وكالة الصحة الدفاعية]](/ssc/images/2025/10/21/52491-joint_emergency_medicine_exercise__-600_384.webp)