يُظهر أسطول المملكة المتحدة من طائرات التزود بالوقود من طراز إيرباص 330 فوياجر من الجيل الجديد، والتي أثبتت كفاءتها في القتال، مدى تطور قدرتها على التزويد بالوقود جوا.
فطائرة النقل النفاثة متعددة الأدوار إيرباص إيه330 المتطورة، والمعروفة في بريطانيا باسم فوياجر، تسهم في توسيع نطاق عمليات سلاح الجو الملكي ورفع مدة الطيران.
تتمتع الطائرة فوياجر بالقدرة على حمل ما يصل إلى 111 طنا من الوقود دون الحاجة إلى خزانات إضافية، ما يجعلها واحدة من أكبر الناقلات وأكثرها قدرة في العالم.
يتضمن أسطول فوياجر التابع لسلاح الجو الملكي نموذجين رئيسن.
تم تجهيز طائرة فوياجر كاي سي2 بغرفتين للتزود بالوقود تحت جناحها من طراز كوبهام 905إي.
أما طائرة فوياجر كاي سي3 فلديها غرفتي التزود بالوقود تحت جناحها، بالإضافة إلى وحدة أخرى لتزويد الوقود في منتصف جسم الطائرة، ما يوفر مرونة وسعة أكبر.
على عكس بعض نظيراتها الأميركية، فإن طائرة فوياجر مزودة حصريا بنظام المسبار والسلة، وليس بنظام الذراع.
طائرة واحدة وأدوار عدة
تم تقديم هذه الطائرة في إطار برنامج طائرات التزويد الاستراتيجية المستقبلية، ويشغل سلاح الجو الملكي حاليا 14 طائرة من طراز فوياجر.
ورغم أنها حاليا الناقلة الجوية الوحيدة لسلاح الجوي الملكي البريطاني المخصصة للتزود بالوقود جوا، إلا أن فوياجر متعددة المهام. فهي قادرة على الانتقال من ناقلة جوية إلى نقل الركاب، وتحمل ما يصل إلى 291 فردا أو حمولات شحن كبيرة.
ويمكن استخدامها أيضا كوسيلة نقل لكبار الشخصيات. إحدى هذه الطائرات، المعروفة باسم فيسبينا، مُصممة خصيصا لخدمة وزراء الحكومة وأفراد العائلة المالكة، ما يعكس تنوع استخدامات هذه المنصة وأهميتها الاستراتيجية.
تستخدم هذه الطائرة متعددة الأدوار في كل من المهام القتالية والإنسانية، وهي قادرة على تزويد الطائرات المقاتلة بالوقود في الجو، ونقل المرضى ذوي الحالات الحرجة، أو توصيل القوات مباشرة إلى مناطق الصراع باستخدام أنظمة دفاعية معززة.
وبفضل قدرتها على الدوران كناقلة تستخدم حبل السحب أو قيادة تشكيلات نفاثة سريعة عبر مسافات شاسعة، تشكل طائرة فوياجر العمود الفقري الأساسي لسلاح الجوي للمملكة المتحدة.
قدرة تاريخية
شهد عام 1923 أول عرض لعملية التزود بالوقود جوا في الولايات المتحدة، والتي تعد حاسمة لنقل الوقود من طائرة إلى أخرى أثناء الطيران.
وجرى خلال هذا الحدث التاريخي استخدام طائرتين من طراز دي هافيلاند دي إيتش-4بي لخرطوم الجاذبية لتمرير الوقود، ما شكل بداية لقدرة أصبحت حيوية للقوة الجوية الحديثة.
أقدم وأبرز استخدامات التزود بالوقود جوا بالنسبة للمملكة المتحدة، كان أثناء حرب فوكلاند عام 1982.
وفي سلسلة من مهام القصف الجريئة وطويلة المدى المعروفة باسم عملية بلاك باك، انطلقت قاذفات فولكان التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني من جزيرة أسينشين لضرب مطار ستانلي الذي تسيطر عليه الأرجنتين في جزر فوكلاند.
كانت هذه المهام، التي غطت ما يقارب من 6600 ميل بحري ذهابا وإيابا واستمرت نحو 16 ساعة، أطول عمليات قصف قتالي في التاريخ في ذلك الوقت.