وصف سلاح الجو الأميركي طائرة كيه سي-135 ستراتوتانكر بأنها"محطة وقود في السماء"، وهي تعمل على توسيع مدى الطائرات وقدرتها على الصمود، ما يدعم مفهوم القتال الرشيق الذي تنتهجه الولايات المتحدة وشركاؤها.
ولأكثر من 60 عاما، قدمت طائرة كيه سي-135 دعما للمقاتلات التكتيكية والقاذفات الأميركية.
فهذه الطائرة تعتبر من أصول الدعم الرئيسة لمفهوم التوظيف القتالي الرشيق الذي ينتهجه سلاح الجو وقدم عام 2022 بوصفه عقيدته.
يركز مفهوم التوظيف القتالي الرشيق على نقل نشر القوة وإطلاق العمليات من قواعد مركزية كبيرة إلى مواقع صغيرة ومتناثرة، ما يوفر للقوات مساحة أكبر للتحرك وقدرة على الاستجابة السريعة لمجموعة واسعة من التهديدات.
ووفقا لمبدأ هذه العقيدة، "عندما يتم تطبيقه بشكل صحيح، فإن مفهوم التوظيف القتالي الرشيق يصعّب على العدو عمليات الاستهداف ويضع أمامه معضلات سياسية وعملياتية، ويوفر في المقابل المرونة للقوات الصديقة".
تعتبر طائرات كيه سي-135 ستراتوتانكر مفتاحا لتنفيذ هذا المفهوم لا سيما لجهة قدرتها على تزويد طائرتين بالوقود جوا في الوقت نفسه.
أطقم طائرات كيه سي-135 مدربون تدريبا عاليا، وهم دوما في جاهزية كاملة وعلى أهبة الاستعداد للإقلاع في غضون دقائق لدعم مجموعة متنوعة من المهام.
جاهزة للتزويد بالوقود من أي مكان في العالم
تعمل طائرة كيه سي-135 على تعزيز قدرة سلاح الجو على إنجاز مهمته الأساسية المتمثلة في الوصول إلى أي مكان في العالم العالم. موثوقيتها وأداؤها يجعلانها الخيار الأفضل.
يمكن للطائرة ستراتوتانكر ضخ 90 ألف و700 كجم من الوقود من خلال الذراع الطائر، والتي يتحكم بها أحد أفراد الطاقم أثناء التزويد بالوقود خلال الطيران.
تم تجهيز بعض ناقلات ستراتوتانكر بأنظمة التزويد بالوقود متعددة النقاط (ما يخولها تزويد أكثر من طائرة بالوقود في آن واحد).
يضيف هذا التعديل كبسولات إلى أجنحة كيه سي-135 للسماح بتزود البحرية الأميركية ومشاة البحرية الأميركية ومعظم الطائرات التكتيكية التابعة لحلف شمال الأطلسي بالوقود عن طريق المسبار والسلة، مع الحفاظ على ذراع التزود بالوقود المثبتة على الذيل.
زودت طائرات ستراتوتانكر الأميركية طائرات الحلفاء في الشرق الأوسط بالوقود، ما وفر لها دعما حيويا وجعل الولايات المتحدة الشريك الأفضل.
في السنوات الأخيرة، أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 300 مليون دولار للقيام بمهام التزويد بالوقود جوا لدعم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول أخرى، وفقا لصحيفة إير فورس تايمز. ذهب معظم هذا المبلغ إلى تكاليف الطيران بالساعة لناقلات كيه سي-135 ستراتوتانكر وكيه سي-10 إكستندر.
وبما أن مفهوم التوطيف القتالي الرشيق قد تم اعتماده من قبل شركاء آخرين في الشرق الأوسط، فإن طائرة كيه سي-135 ستشكل العمود الفقري للدعم، جاهزة للتزويد بالوقود من أي مكان وتوسيع مدى طائرات الحلفاء وقدرتها.