وفرت الطائرة كيه سي-135 ستراتو تانكر، التي يصفها سلاح الجو الأميركي بأنها محطة بنزين في الجو، وسيلة نقل ووسعت لعقود طويلة مدى وتحمل المقاتلات والقاذفات التكتيكية الأميركية.
وكانت طائرة التزود بالوقود في الجو دعامة أساسية في أسطول ناقلات الوقود بسلاح الجو الأميركي لأكثر من 60 عاما، وما تزال تعد حتى اليوم طائرة أساسية.
فهذه الطائرات تعزز قدرة سلاح الجو الأميركي على إنجاز مهمته الأولية في الوصول العالمي، وفقا لسلاح الجو الأميركي. وتوفر أيضا خيار نقل إعادة التزود بالوقود في الجو لكل من البحرية وسلاح مشاه البحرية وطائرات الحلفاء.
ووفق سلاح الجو الأميركي، تستطيع هذه الطائرة ضخ 200 ألف رطل (90 ألف و700 كجم) من الوقود عبر ذراع طيران يتم التحكم فيه بواسطة أحد أعضاء الطاقم خلال عملية التزود بالوقود في الجو.
وفوق منظومة إعادة التزود بالوقود، يوجد سطح بضائع يستطيع حمل ركاب وبضائع. واعتمادا على تهيئة تخزين الوقود، تستطيع هذه الطائرة حمل ما يصل إلى 83 ألف (37 ألأف و600 كجم) من البضائع.
وتزود أربعة محركات توربينية هذه الطائرة بالقدرة على الإقلاع وهي تحمل أوزان تزيد عن 322 ألف و500 رطل (146 ألف و200 كجم).
وكان سلاح الجو الأميركي قد اشترى أول 29 طائرة من هذا الطراز في العام 1954. وتلا ذلك مئات الطائرات، وقد تم تسليم آخر طائرة من هذا الطراز إلى سلاح الجو في العام 1965.
وتم بناء أكثر من 800 من هذه الطائرات منذ خمسينيات القرن العشرين، ما يجعلها طائرة التزود بالوقود الأكثر خبرة في العالم.
تاريخ من الخدمة
ووفق دليل القوات الجوية العالمية لعام 2024 الصادر عن شركة فلايت غلوبال، يحتفظ سلاح الجو الأميركي بـ 377 طائرة من هذا الطراز. ويحلق العديد منها مع القوات الاحتياطية بسلاح الجو والحرس الوطني الجوي، اللذين يستخدمان هذه الطائرات دعما لمهمة قيادة الحركة الجوية.
ويبلغ عمر المخزون الحالي في سلاح الجو أكثر من 50 عاما، وقد تمت إعادة تزويده عدة مرات بمحركات وإلكترونيات طيران جديدة وترقيات هيكلية.
وتوسع ترقيات دورة الحياة القدرات وتحسن موثوقية طائرة العمل الشاق هذه. وتشمل الترقيات تحسين الاتصالات والملاحة ومعدات الطيار الآلي والمراقبة لتلبية احتياجات مراقبة الحركة الجوية المدنية المستقبلية.
وطوال السنوات الماضية، تم تغيير نسخ هذه الطائرة لكي تؤدي وظائف أخرى، بما في ذلك الاستطلاع والنقل والقيام بمهام مركز القيادة الأخرى.
وعلى سبيل المثال، يستخدم سلاح الجو الأميركي وسلاح الجو الملكي البريطاني هذه الطائرات للقيام بعمليات استطلاع خاصة. ويتم استخدام الطائرة من طراز إن كيه سي-135 التابعة لقيادة العتاد بسلاح الجو الأميركي في برامج الاختبارات.
وقد عملت هذه الطائرة أيضا في مجال النقل الطبي، حيث يمكنها نقل المرضى القادرين على الحركة أو المرضى على نقالات باستخدام منصات دعم المرضى أثناء عمليات الإخلاء الطبي الجوي.
وقد تجاوزت هذه الطائرات طويلة الأمد كل التوقعات.
ويعتزم سلاح الجو الأميركيالاحتفاظ بالأسطول مدة عشر سنوات بعد تاريخ الخدمة المقرر، ما قد يؤدي إلى الاحتفاظ ببعض الطائرات في الخدمة حتى عام 2050 على الأقل.
عمليات التزود بالوقود على مستوى العالم
وقد كانت طائرة التزود بالوقود أثناء الطيران هذه في الخدمة حول العالم.
فقد قام سلاح الجو التركي بترقية سبع طائرات من طراز كيه سي-135 آر في السنوات الخمس الماضية بأسطح طيران جديدة.
فقد أعادت ترقية بلوك 45 تشكيل الجزء الداخلي من سطح الطيران بشاشات جديدة وتحديثات لوحدة الكمبيوتر وطيار آلي ومدير رحلة رقمي. وتسهل هذه الترقيات على الطيارين تشغيل الطائرة وملاحظة أي أعطال والحفاظ على الطائرة على المدى الطويل، وفقا لشعبة الناقلات القديمة بسلاح الجو الأميركي التي تشرف على هذه الترقيات.
كما نفذ سلاح الجو الأميركي ترقية بلوك 45 بأسطوله. وقبل هذه العملية، كان متوسط الطيار الآلي التناظري على الطائرة يبلغ 500 ساعة طيران بين الأعطال. لكن بعد الترقية، بلغ متوسط ساعات الطيران بين الأعطال 49 ألف ساعة، وفقا لتقييم أجراه سلاح الجو في العام 2021.
وحتى وقت قريب، استخدم سلاح الجو والفضاء الفرنسي وسلاح الجو السنغافوري أيضا هذه الطائرات.
إلا أن سلاح الجو والفضاء الفرنسي قام بإخراج آخر طائرة بوينغ سي-135 إف آر من الخدمة في كانون الأول/ديسمبر. وحتى تلك النقطة، كان سلاح الجو والفضاء الفرنسي يستخدم الطائرات من طراز سي-135 منذ ستينيات القرن العشرين في عمليات الجهوزية الاستراتيجية والنقل اللوجستي لمسافات طويلة وإعادة تزويد الطائرات بالوقود.
وكانت هذه الطائرات جزءا من المهام الدورية التي يقوم بها سلاح الجو والفضاء الفرنسي للتدرب على مراحل الردع النووي كافة التي تضمنت الطيران الطويل على ارتفاعات عالية مع قدرة التزود بالوقود في الجو.
أما في سنغافورة، فقد خدمت الطائرة كيه سي-135 آر من عام 2000 حتى عام 2019. وكانت إحدى أطول المهام التي قامت بها هي عملية إعادة انتشار من ولاية نيو مكسيكو إلى سنغافورة في عام 2000. واستغرقت هذه الرحلة ستة أيام، بإجمالي 22 ساعة طيران.
هذا ويؤكد التواجد الدولي للطائرة سمعتها فيما يتعلق بالموثوقية والأداء، ما يجعلها خيارا مفضلا للقوات الجوية في جميع أنحاء العالم.
تمام
ردتكنولوجياالعصر الذهبي.....
رد