تم تصميم نظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش، وهو نظام استشعار سلبي بعيد المدى، من أجل رصد التهديدات الجوية وذلك من دون الكشف عن نفسه، ما يسمح للجنود "بالنظر من دون أن يراهم أحد".

النظام الذي يمكنه رصد صواريخ كروز والطائرات ذات الأجنحة الثابتة والدوارة وتهديدات الأنظمة الجوية غير المأهولة، ما يزال في مرحلته البدائية الأولى.

في حديثه لصحيفة ديفينس نيوز في آب/أغسطس الماضي، قال المسؤول التنفيذي عن برنامج الصواريخ والفضاء، العميد جنرال فرانك لوزانو، إن "الجيش خطط لإدخال نظام ALPS في السنة المالية 2026".

نظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش هو نظام سري للغاية، ولم يُكشف بعد عن العديد من الخصائص المتعلقة بنظام الاستشعار الجديد هذا.

ويمكن تهيئته لتلبية احتياجات المستخدم، حسبما أفاد موقع إينسايد ديفنس عام 2019 نقلا عن الجيش. ولعل صورته الأكثر شيوعا هو أنه برج متحرك قابل للنقل بطول 100 قدم وحاوية للنقل السريع.

وأكّدت بعض المصادر أن "قاعدة بيانات هذا النظام لديها القدرة على التخزين والتعرف على علامات نحو 700 نوع مختلف من الأهداف، بما في ذلك صواريخ كروز الروسية المستخدمة في الصراع السوري".

ويعني تصميمه أنه بطبيعته يتمتع بقدرة تمكنه من التخفي أكثر وبالتالي الصمود.

وتشير أجهزة الاستشعار السلبية فيه أيضا إلى مجموعة واسعة من الأجهزة التي تقيس كل ما تكتشفه في بيئتها المحلية وتبلغ عنه.

وهو يختلف عن أجهزة الاستشعار النشطة التي تبعث الطاقة لمسح الأشياء والمناطق، والتي يمكن أن تكشف عن موقعه.

هذا وتبقى القدرة على التخفي أثناء جمع المعلومات القيمة الأساسية للتطبيقات العسكرية.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2019، صرحت مجلة درع الوطن، وهي مجلة عسكرية تصدرها القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن "معرفة أنشطة الدول المجاورة بشكل صامت وسري يُعدّ دوما أمرا مثاليا للقادة العسكريين".

وأضافت "في الواقع، فإن الحاجة إلى الإنذار المبكر وتحديد الهدف بشكل مفصل، تدعم اتخاذ القرار السريع في العمليات العسكرية والأمنية الناجحة."

وفي حزيران/يونيو الماضي، أشارت شركة ليدوس دينيتيكس غروب المصنعة لنظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش، والتي تعمل أيضا على تطوير أجهزة استشعار متقدمة للدفاع الجوي لقوات مشاة البحرية الأميركية استنادا إلى نظيرتها في الجيش، إلى أن الفئة الجديدة من أجهزة الاستشعار يمكنها اكتشاف تهديدات العدو دون إصدار إشارات كهرومغناطيسية قد تكشف عن موقعها.

وقال نائب رئيس شركة ليدوس ومدير قسم الحلول التقنية المتكاملة مات بيكر في بيان، "في الوقت الذي نتحدث فيه، لدينا عشرات الأنظمة الموجودة في جميع أنحاء العالم التي تغذي الصورة الجوية بشكل نشط في عقد القيادة والسيطرة وتساعد القوات على البقاء بأمان".

مراقبة بعيدة المدى بزاوية 360 درجة

أكد الجيش في عام 2019 أنه كان يستخدم نظام المراقبة المستمرة طويلة المدى.

وقال الجنرال جيمس إتش ديكنسون، الذي تولى قيادة الفضاء والدفاع الصاروخي للجيش/القيادة الإستراتيجية لقوات الجيش، إن "أنظمة النموذج الأولي نُشرت في القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، وفي القيادة الأميركية الأوروبية والقيادة المركزية الأميركية، من أجل تلبية احتياجات القيادات القتالية ولتقييم عملها".

إلى ذلك، كان يُعتزم أيضًا دمج لنظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش في نظام قيادة معركة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للجيش.

وبحسب الشركة المصنعة نورثروب غرومان، إن نظام قيادة معركة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للجيش الذي يربط أجهزة الاستشعار والمؤثرات في نظام واحد للقيادة والسيطرة، يعتبر "محور استراتيجية تحديث الجيش الأميركي لقدرات الدفاع الجوي والصاروخي".

وقال ديكنسون إنه "بمجرد دمجها بالكامل في نظام قيادة معركة الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل للجيش، سيوفر نظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش مراقبة طويلة المدى بزاوية 360 درجة ضد التهديدات".

إلى ذلك، صرح العقيد تشاك وورشيم، الذي كان حينها مدير مشروع أنظمة الدفاع الصاروخي في الجيش، لموقع إينسايد ديفنس في عام 2019، أن " نظام المراقبة المستمرة طويلة المدى التابع للجيش، أظهر في مرحلته العلمية والتكنولوجية قدرة خفية كبيرة للمساعدة في إعلام الصورة الجوية العامة".