تشير الأدلة إلى أن استخدام المقاتلة الصينية طراز جيه-10 قد يكون محدودا للغارات الجوية في حال قررت بيجين غزو تايوان أو بدء أي صراع آخر يشمل أهدافا برية.
وتصاعد استعراض الصين لقوتها العسكرية في السنوات الأخيرة تحت ولاية الرئيس شي جين بينغ، في حين فاقم غزو روسيا لأوكرانيا المخاوف في تايوان من احتمال تحرك بيجين بالطريقة نفسها لضم الجزيرة إليها.
وتعتبر بيجين تايوان، التي تعتمد النظام الديمقراطي ولها حكم ذاتي، جزءا من أراضيها وترى أنه لا بد من استعادتها في يوم من الأيام بالقوة إذا دعت الحاجة، وتعيش الجزيرة تحت خوف دائم من غزو صيني.
ويمكن أن تتراوح الخيارات العسكرية لبيجين من حصار جوي و/أو بحري إلى غزو برمائي شامل للسيطرة على بعض الجزر التايوانية أو على تايوان بكاملها.
وحيث أن المقاتلة جيه-10 تشكل العمود الفقري لسلاح الجو التابع لجيش التحرير الشعبي، من المرجح أن تضطر بيجين إلى الاعتماد على قدرات الهجوم البري المحدودة لمقاتلة الجيل الرابع في مثل هذه السيناريوهات.
وفي حين أنه من المتوقع أن تنفذ كل مقاتلات الجيل الرابع مهام قتالية جو-جو وهجمات برية، بما في ذلك قمع الدفاعات الجوية، إلا أن المقاتلة جيه-10 محدودة في هذا المجال الأخير بشكل خاص بسبب مجموعة من العوامل.
فقد صممت المقاتلة أساسا كمقاتلة جو-جو، وهي مجهزة بقدرة جو-أرض ثانوية خصصت الصين سنوات لتطويرها.
وبحسب موقع غلوبال سيكيوريتي، "تطلب الطلب المتزايد على عمليات أرض-جو إعادة تصميم شاملة للمقاتلة جيه-10 لتشمل رادار متعقب للتضاريس والمزيد من النقاط الصلبة الأقوى وأنظمة جديدة بالكامل للاستهداف والتحكم بالطيران والملاحة".
ولكن لا يزال محرك المقاتلة الوحيد محدودا في قدرته على حمل كميات كبيرة من الوقود والأسلحة، لا سيما مقارنة بالطائرات المخصصة للهجمات البرية.
وتعوقه القيود المرتبطة بالذخائر الصينية أرض-جو.
وفي حين يمكن تزويد المقاتلة بالقنبلة الموجهة بالليزر إل تي-2 زنة 500 كيلوغرام، إلا أنها قد تضطر على الأرجح إلى الاعتماد على الصاروخ كروز الذي يطلق من الجو طراز كيه دي-88، وهو الدعامة الأساسية لسلاح الجو الصيني والصاروخ كروز الذي يطلق من الجو طراز يي جي-91.
وقد تم تصميم الصاروخين ليتم إطلاقهما من مسافات آمنة لتجنب الدفاعات الجوية المعادية.
وبينما يتميز الصاروخ كيه دي-88 بمدى يفوق 180 كيلومترا، إلا أن مراقبين لفتوا إلى أن له أداء تخفي ضعيف ونقص في النمطية.
كذلك، تم تصميم كل من طرازات كيه دي-88 و يي جي-91 في الأساس كصواريخ مضادة للسفن، مما يشير إلى احتمال أن يصعب عليها ضرب الأهداف ذات التوقيع الإلكتروني الأصغر حجما.
وعادة ما تحلق صواريخ كروز بسرعة منخفضة نسبيا، مما يعرضها لخطر الإسقاط من قبل أنظمة الدفاع الجوي.
الدفاعات التايوانية
ومن المرجح أن تعوق التحديثات التي طرأت على الصواريخ التايوانية أرض-جو قدرات المقاتلة جيه-10 من حيث الضربات البرية.
وأعطت الولايات المتحدة العام الماضي موافقة مبدئية لتايوان لشراء "أكثر من 4" أنظمة دفاع جوي من صواريخ سام النرويجية المتقدمة من صنع الولايات المتحدة والنرويج.
وتؤمن هذه الصواريخ المتقدمة الحماية ضد المسيرات والمروحيات والصواريخ الموجهة والمسيرات القتالية والطائرات ثابتة الجناحين.
وتستطيع استخدام مجموعة من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ جو-جو الحالية مثل صاروخ أمرام وصاروخ إي آي إم-9 سايدويندر.
وتشكل صواريخ باتريوت التي توفرها الولايات المتحدة لتايوان خطرا بالنسبة للمقاتلة جيه-10 وصواريخها الموجهة.
كما أن الجزيرة مزودة بصاروخ باك-2 الذي يبلغ مداه 160 كيلومترا، وهو ما يقارب من المدى الأقصى للمقاتلة جيه-10 لدى إطلاقها صاروخ كيه دي-88.
واقترحت الولايات المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بيع تايوان ما يصل إلى مائة من أكثر صواريخها تطورا من طراز باتريوت للدفاع الجوي إلى جانب معدات دعم ورادار، وذلك في اتفاق قدرت قيمته بـ 882 مليون دولار.
ومن شأن الاتفاق المحتمل أن يشمل مائة من منظومة تعزيز شرائح الصواريخ باتريوت باك-3 التي توفر أداء محسنا وارتفاعا ومدى أفضل من منظومة باك-3 العادية.
وتضم منظومة تعزيز شرائح الصواريخ باك-3 التي دشنت عام 2015 محركات صواريخ أكبر وأثبت ثنائية النبض مع زعانف أكبر ومشغلات محسنة وبطاريات حرارية لتحقيق سرعات أعلى وقدرة أكبر على المناورة، من أجل تدمير الصواريخ البالستية والموجهة الأكثر تطورا.
وبفضل تحسينات أخرى أدخلت على مستوى التوجيه والبنية والبرامج فيها، تستطيع منظومة تعزيز شرائح الصواريخ باك-3 الدفاع عن مساحة أكبر بكثير مقارنة بسابقاتها.