في حين تستمر بيجين بالترويج لقدرات مقاتلاتها ولا سيما مقاتلات جيه-10 في محاولة لزيادة مبيعاتها العسكرية حول العالم، تعوق مشكلة أساسية جهود الصين: فلم يتم اختبار الطائرة يوما في العمليات القتالية.
وجاء في مقال بمجلة ناشيونال إنترست في عام 2019 أنه "يمكن تشبيه النسخة جيه-10 سي الأحدث بالنسخ المحدثة للمقاتلة التكتيكية الأميركية إف-16 فايتنغ فالكن".
ولكن لم يشهد أحد على أداء مقاتلة جيه-10 أثناء القتال، ولم يحظ بفرصة استخدامها إلا عميل أجنبي واحد.
حيث استلم سلاح الجو الباكستاني في آذار/مارس 2022 أول 6 مقاتلات جيه-10 سي إيه من أصل 36 مقاتلة. وتم تسليم دفعة أخرى من 6 مقاتلات في أيلول/سبتمبر.
وفي المقابل، تعتمد أكثر من 24 قوة جوية على المقاتلة إف-16، حسبما ذكرت مجلة ناشيونال إنترست عام 2019.
وقد أنتجت خطوط التجميع الأميركية أكثر من 4600 مقاتلة من طراز إف-16 منذ العام 1974، في حين صنّعت الصين أكثر من 540 مقاتلة من طراز جيه-10 منذ العام 2002.
وقد حصدت المقاتلة إف-16 على سجل طلبات شراء كبير ذلك أن القوات الجوية الأجنبية شهدت على تفوقها في القتال الجوي منذ عقود، لا سيما في الشرق الأوسط.
وسجلت إف-16 أول عملياتها التدميرية في نيسان/أبريل 1981 عندما أسقط طيارون إسرائيليون مروحيتين سوريتين من طراز مي-8.
وبعد عام من ذلك، أسقطت مقاتلات إف-16 الإسرائيلية 44 مقاتلة سورية خلال 3 أيام من المعارك الجوية فوق منطقة البقاع.
وأشارت ناشيونال إنترست إلى أن مقاتلات إف-16 أسقطت حتى العام 2019 إجمالي 76 طائرة تابعة للعدو. وفي المقابل، لم يفقد في تلك الفترة إلا مقاتلة أو مقاتلتين من طراز إف-16 بمعارك جوية وفي ظروف غامضة فقط.
ʼتأخير بنحو 30 عاماʻ
ومن المتفق عليه على نطاق واسع أن الجزء الأصعب من عملية تصنيع مقاتلة حربية هو محركها، ولا سيما ريش المحرك التربيني المعرضة لدرجات الضغط والحرارة العالية.
وإلى جانب متطلبات تشغيله في ظروف قاسية، يتم تجميع محرك المقاتلات بتعقيد استثنائي. فعلى سبيل المثال، يشتمل محرك طائرة بوينغ 747 على ما لا يقل عن 40 ألف قطعة.
ومن ناحية تصنيع محركات الطائرات، تعترف الصين حتى بأن عليها قطع أشواط قبل الوصول إلى مستوى الولايات المتحدة.
وذكر موقع غلوبال سيكيوريتي العسكري الإخباري في منشور ورد عام 2021 أنه "يمكن اعتبار أن تكنولوجيا المحركات في الصين متأخرة بنحو 30 عاما عن الولايات المتحدة".
وأقر أحد المصادر المطلعة على هذا الموضوع في الصين بأن هناك تأخير كبير، مع أنه حصر هذا التأخير بتقدير أقل بكثير.
حيث أوضح رئيس تحرير مجلة إيروسبايس كوليدج وانغ انان أنه "يتم اليوم تضييق فترة هذا التأخر لتبلغ 10 إلى 15 سنة"، حسبما نقل موقع غلوبال تايمز الإخباري الصيني عام 2022.
ولكن لا تزال هناك تحديات كثيرة.
وأشار موقع بزنس إنسايدر عام 2021 إلى أن "المواد المعقدة وعملية التعدين وكلفة حيازة وصيانة الخبرات العلمية والآلية وتردد الدول الأخرى في مساعدة الصين خوفا من سرقة الملكية الفكرية ليست إلا أمثلة قليلة".
غياب الخبرات القتالية منذ العام 1979
ولدى الصين عائق أساسي كدولة تحاول تسويق قدراتها في الصناعة العسكرية. فلم تكتسب أية خبرة قتالية في أكثر من 40 سنة.
ومنذ الحرب التي دامت 27 يوما مع حليفتها السابق فيتنام في الفترة شباط/فبراير وآذار/مارس من العام 1979، لم تتمكن أية جهة من رؤية أداء الأسلحة الصينية الصنع في ظروف الحرب.
كذلك، لم تسنح الفرصة للمهندسين والمصممين الصينيين برؤية أوجه القصور التي يتوجب إصلاحها.
وفي المقابل، اكتسبت القوات والأسلحة الأميركية خبرة في مختلف الصراعات على مر عقود عديدة، ما سمح لمقاتلة إف-16 بتمييز نفسها عن بقية الطائرات عند الضرورة.
ويعرف مراقبو الحروب في المقرات العسكرية حول العالم ما تستطيع ولا تستطيع مقاتلات إف-16 فعله، لكن لا يمكن قول نفس الشيء بالنسبة لمقاتلات جي-10.