تحليل القدرات

المقاتلة الصينية جيه-10 غير جاذبة للمشترين الأجانب

2023-02-06

على الرغم من مرور سنوات من ترويج الصين لمقاتلاتها من طراز جيه-10، لم تتمكن من التغلب على الشكوك التي تحيط بجودتها.

شارك هذا المقال

طائرة من طراز جيه-10 تسير على الأرض أثناء مناورة تدريبية يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر. [وزارة الدفاع الصينية]
طائرة من طراز جيه-10 تسير على الأرض أثناء مناورة تدريبية يوم 18 تشرين الثاني/نوفمبر. [وزارة الدفاع الصينية]

على الرغم من وصفها بأنها تضاهي الطائرة الأميركية الصنع من طراز إف-16 فايتنغ فالكون، فإن الطائرة الصينية من طراز شنغدو جيه-10 فيغوروس دراغون لا تجتذب إلا عددا قليلا من المشترين الأجانب المحتملين.

وكان تطوير هذه الطائرة قد بدأ في العام 1988، وذلك في محاولة الصين الأولى لتصميم مقاتلة من الجيل الرابع. وهي تشتمل على جناح دلتا وتصميم ذي زعنفة أمامية أفقية، مع أدوات تحكم في الطيران عبر الأسلاك.

وكانت النسخة الأولى من المقاتلة، وهي جيه-10أ، قد أصبحت قديمة إلى حد ما لدى دخولها الخدمة في عام 2004.

أما النسخة التالية من المقاتلة، وهي جيه-10بي، فقد حلقت للمرة الأولى عام 2008 ودخلت الخدمة في العام 2014، وتميزت بالقدرة على إعادة التزود بالوقود في الجو وتحسينات في قدرات ناقلات التوجه وتكنولوجيات الرادار.

طيار في طائرة من طراز جيه-10 يوم 10 كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الصينية]
طيار في طائرة من طراز جيه-10 يوم 10 كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الصينية]
طائرتان من طراز جيه-10 تقلعان من مدرج طيران يوم 6 كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الصينية]
طائرتان من طراز جيه-10 تقلعان من مدرج طيران يوم 6 كانون الثاني/يناير. [وزارة الدفاع الصينية]

في حين أن النسخة الأحدث جيه-10سي، التي جهزت بإلكترونيات طيران محدثة، تشتمل على مدخل محرك نفاث جديد ومحرك محلي الصنع. ويمكن لهذه النسخة أن تستخدم الصواريخ جو-جو طويلة المدى الصينية الأحدث.

وبحسب ما أفيد، فإن النسخة الأحدث تشتمل على عدة قدرات، منها الاشتباك خارج المدى البصري وتوجيه الضربات جو-أرض الدقيقة وأدوات قمرة القيادة الزجاجية الرقمية والتزود بالوقود في الجو والحرب الإلكترونية.

مستقبل 'مشكوك فيه'

وعلى الرغم من قدراتها المزعومة، فإن عددا قليلا من الجيوش قد أعرب عن الاهتمام بالطائرة جيه-10.

فمنذ العام 2018، روجت مجموعة شنغدو لصناعة الطائرات لنسخة تصدير من الطائرة تسمى جيه-10 ج ئي.

وعادة ما يقوم الصانعون بتخفيض مستوى طائرات التصدير عبر إزالة معظم الأنظمة الحساسة.

وفي مقال نشرته مجلة ناشيونال إنترست في آذار/مارس، أشار تشارلي غاو إلى أن "مستقبل الطائرة جيه-10 يبقى مشكوكا فيه".

"النسخة جيه-11 أكثر قدرة بكثير في معظم الجوانب مقارنة بالنسخة جيه-10 وتتميز بأن لها قدرة أكبر على التطوير، ويبدو أن الصين مستمرة في عمليات الأبحاث والتطوير وأنها تطور هذه المقاتلة".

وأشار إلى أن "النسخة جيه-10سي أكثر قدرة في الوقت الراهن في مجال عمليات جو-أرض نتيجة لاستخدامها لأبراج الناتو القياسية، لكن هذا قد يتغير في النسخ المستقبلية في النسخة جيه-11".

وفي حين أن الطائرة إف-16 التي يعود تاريخها إلى ثمانينات القرن العشرين تستمر في التصدير بعد 40 عاما من طرحها وتظل مستخدمة على نحو كبير في أكثر من 20 سلاحا جويا، فإن بيجين لم تحصل على أول عميل تصدير لهذه الطائرة إلا مؤخرا، وهو باكستان، وهو بلد تتمتع الصين بنفوذ اقتصادي وسياسي هائل عليه.

ففي آذار/مارس 2022، حصل سلاح الجو الباكستاني على أول ست طائرات من إجمالي 36 طائرة من النسخة جيه-10ج ئي.

وتم تسليم ست طائرات أخرى في أيلول/سبتمبر.

ولفترة من الوقت، شكلت طائرة باكستان من طراز جيه إف-17 عقبة كبيرة أمام بيع الطائرة جيه-10.

وتمثل الطائرة القتالية جيه إف-17 ثاندر، التي تم تطويرها بشكل مشترك من قبل مجمع الطيران الباكستاني وشركة شنغدو الصينية لصناعة الطائرات، مقاتلة منخفضة التكلفة وتشتمل على هيكل طائرة صيني ومجهزة بإلكترونيات طيران غربية ومدعومة بمحرك نفاث روسي.

وقد أدخلت باكستان أكثر من 100 طائرة من هذا الطراز للخدمة منذ العام 2007.

وأفادت مجلة ناشيونال إنترست في تشرين الثاني/نوفمبر 2019 أنه "في حين أن الطائرة جيه-10 أكثر تقدما من الطائرة جيه إف-17، فمن الواضح أن كلاهما من فئة الطائرة المقاتلة الخفيفة، لكن إسلام أباد أكثر التزاما بشراء وتطوير الطائرة التي لها فيها بالفعل ملكية جزئية.

"ويبدو أيضا أن الطائرة جيه إف-17 الأرخص قد حققت طلبات تصدير في أماكن أخرى في آسيا وأفريقيا بدلا من الطراز جيه-10".

معدات معيبة

وتشير تجارب باكستان مع الطائرة جيه إف-17 إلى حدوث مشكلات مستقبلية مع الطراز جيه-10.

فقد سجل الطراز جيه إف-17 سلسلة من حوادث التحطم منذ طرحه، ما يلقي بشكوك خطيرة على جودة الطائرة التي تشترك الصين في تصنيعها وعلى محركاتها.

وقد سرد تقرير إعلامي في عام 2012 تفاصيل سلسلة من 12 حادث تحطم على مدار 18 شهرا، يتعلق بعدة طائرات من الطراز جيه إف-17 والطراز إف-7 من الصين.

وأوردت صحيفة هندوستان تايمز أنه تم في آب/أغسطس الماضي منع معظم أسطول جيه إف-17 من الطيران بسبب نقص قطع الغيار للمحرك RD-93.

ووفق التقرير، فقد تعرض عدد كبير من هذه المحركات المستخدمة في الطائرة من طراز جيه إف-17 لشقوق في دوارات التوجيه وفوهات العادم ومثبتات اللهب.

هذا ولا تقتصر هذه المشاكلعلى الطائرات المقاتلة فقط.

وبحسب مراكز أبحاث دفاعية، فإن باكستان تواجه منذ العام 2009 مشاكل ميكانيكية خطيرة في فرقاطتها الصينية الأربعة من طراز إف-22بي.

وكانت هذه الفرقاطات قد سلمت لباكستان بين عامي 2009 و2013 بموجب اتفاق بقيمة 750 مليون دولار أميركي مع الصين أبرم عام 2005.

وفي شباط/فبراير 2022، اكتشف الجيش الباكستاني مشاكل في الجودة والاعتمادية بالدبابة في تي-4، وهي دبابة المعارك الرئيسة التي بنتها شركة نورث إنداستريز كوربوريشين (Norinco) الصينية للتصدير للخارج، حسبما أفادت صحيفة إيكونوميك تايمز الهندية في ذلك الوقت، نقلا عن مصادر لم يتم الكشف عنها.

وساهمت المدافع الثقيلة من عيار 203 التي استوردتها باكستان من الصين هي الأخرى بنصيبها من المشاكل.

وكان ألكسندر فوفينغ، وهو أستاذ بمركز دانييل ك. إنوي لدراسات آسيا والمحيط الهادئ الأمنية في هونولولو بهاواي، قد صرح لصحيفة إير آسيان تايمز في حزيران/يونيو أن "الأسلحة صينية الصنع ليست أقل شأنا من الناحية التكنولوجية فقط، بل تظل أيضا غير مجربة في ساحة المعارك، على النقيض من الأسلحة من الولايات المتحدة والعديد من حلفائها".

وقال إنه بالنسبة للكثير من مشتريي المعدات العسكرية الصينية، فإن العوامل الرئيسة هي "السعر والسياسة، حيث يلعب الفساد دورا بارزا".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *