للمرة الأولى منذ العام 2017، أصبحت عمليات مجموعة حاملة الطائرات جورج بوش تغطي البحر المتوسط مع دخول الغرو الروسي لأوكرانيا شهره العاشر وفي ظل استمرار التهديدات العالمية.
وتعد يو أس أس جورج بوش حاملة الطائرات العاشرة والأكثر تطورا من فئة نيمتز في البحرية الأميركية.
ونقل المعهد البحري للولايات المتحدة أن القوة الهجومية الضاربة سي أس جي-10، التي تشمل الحاملة جورج بوش وطراد الصواريخ الموجهة يو أس أس ليتي جولف ومدمرتي الصواريخ الموجهة يو أس أس فاراغات ويو أس أس تراكستن، مرت عبر مضيق جبل طارق باتجاه المتوسط في أغسطس/آب.
وقد انتشرت حاملة الطائرات جورج بوش في وقت سابق مع سفنها المرافقة ووحداتها الجوية من محطة نورفولك البحرية في فيرجينيا بتاريخ 10 آب/أغسطس، قبل عبور الأطلسي نحو المتوسط حيث حلت محل القوة الهجومية الضاربة هاري س. ترومان.
وقال المعهد في بيان إن القوة الهجومية الضاربة سي أس جي-10 "ستتعاون مع القوات البحرية الحليفة والشريكة وستركز على جهود التعاون الأمني لتعزيز الاستقرار الإقليمي وإظهار الشراكة البحرية القوية بين الولايات المتحدة وهؤلاء الحلفاء والشركاء".
وأضاف أن "هذه المرة الأولى التي تعمل فيها حاملة الطائرات جورج بوش في المنطقة منذ نشرها عام 2017 قبل الخضوع لفترة صيانة مكثفة".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، شاركت سي أس جي-10 في مناورات حلف شمال الأطلسي في الأطلسي والبحر المتوسط، فجمعت بين 5 حاملات طائرات من الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة.
وذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في 17 تشرين الثاني/نوفمبر أن المناورات جاءت في إطار عملية مشتركة في مختلف أنحاء أوروبا هدفت إلى إظهار قابلية العمل البيني لحلف شمال الأطلسي.
وفي هذا السياق، ذكرت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ أن "هذه العمليات تشكل فرصة للدول الحليفة لتنسيق القدرات القتالية الأساسية عبر المنطقة الأوروبية-الأطلسية مع إظهار تماسك حلف شمال الأطلسي وقابلية العملي البيني فيه".
وتابعت أن "هذه فرصة أيضا لاختبار تعاون الحلفاء والتمرين على مفاهيم الردع والدفاع الخاصة بحلف شمال الأطلسي في مختلف المناطق الجغرافية والمجالات العملياتية والوظيفية للحلف".
وفي هذا السياق، قال نائب الأدميرال دينيس فيليز قائد قوة سي أس جي-10، إن "القوة الهجومية الضاربة جورج بوش ستواصل التدريب مع حلفائنا في حلف شمال الأطلسي لتعزيز بناء قدراتنا وتوطيد قابليتها للتعاون في المنطقة".
وذكر في بيان صدر في 23 تشرين الثاني/نوفمبر "يعتبر التكامل المتواصل لقوتنا البحرية المشتركة عبر مسرح العمليات أساسيا لردع خصومنا ومنع اندلاع الحرب".
وتابع "نحن تحالف دفاعي ولكننا ملتزمون من دون أدنى شك بالدفاع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي إذا لزم الأمر".
قدرة جوية قوية
يُذكر أن طول حاملة الطائرات جورج بوش يبلغ 333 مترا وتستطيع إزاحة أكثر من مائة ألف طن، ما يجعلها إحدى أكبر السفن الحربية في العالم.
كذلك، تفوق سرعتها القصوى 30 عقدة وتعمل بمفاعلين نوويين ويمكنها مواصلة عملياتها طوال أكثر من 20 عاما من دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود.
ويعد سرب طائرات حاملة الطائرات الأقوى في البحرية الأميركية ويضم مقاتلات من طراز أف-18 وطائرات هجومية إلكترونية ومروحيات هجومية.
ولعبت طائراتها وطياروها دورا أساسيا في عمليات متعددة في مختلف أنحاء العالم على مدى السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك في أفغانستان والعراق وسوريا.
وفي 15 و16 حزيران/يونيو، حققت حاملة الطائرات جورج بوش وسرب طائراتها إنجازين بارزين في تاريخ السفينة، فأنجزت 80 ألف عملية إقلاع وهبوط على سطح الطيران.
وفي هذا السياق، قال القائد مايكل ويت، وهو القائد الجوي على متن جورج بوش آنذاك، إن "80 ألف عملية إقلاع وهبوط بدون حوادث تعكس الاهتمام الفائق بالتفاصيل والامتثال التام للإجراءات وحجم العمل الهائل والجهد المطلوب لمواصلة عمليات الإقلاع والهبوط مرارا وتكرارا".
مواجهة التهديدات
هذا ويأتي تواجد حاملات الطائرات الأميركية في شرق المتوسط مع قدراتها القوية المتمثلة بالأسراب الجوية في وقت تسبب فيه الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا بتصاعد حالة التوتر حول العالم.
فقد تم نشر 3 طرادات صواريخ موجهة روسية في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط، بحسب ما ذكره الموقع الإخباري للمعهد البحري للولايات المتحدة. كذلك، لروسيا تشكيلة مؤلفة من 16 سفينة قبالة سوريا.
وفي هذه الأثناء، برزت مخاوف كثيرة إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تنفذها الصين لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.
وتمر خطوطها البحرية عبر عدة مضايق بحرية بينها مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر ومضيق ملقا بين المحيطين الهندي والهادئ ومضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي ومضيق لومبوك بين جزر بالي وإندونيسيا.
وتتواصل مبادرة البنية التحتية العالمية لبيجين، والتي تعرف باسم مبادرة الحزام والطريق أو حزام واحد طريق واحد، في المناطق الداخلية وصولا إلى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.
ويحذر في هذا السياق منتقدون من أن مشاريع الصين التي لها ظاهريا طبيعة تجارية، تخدم غرضا مزدوجا و تسمح لجيش الصين الذي يتنامى بسرعة بتوسيع نطاق عملياته.
كذلك، تبقى إيران مصدرا للتوتر الإقليمي، كونها تدعم جماعات مسلحة عبر المتوسط وتنتهك العقوبات الدولية، كما أنها الآنتتعاون مع روسيا وحربها في أوكرانيا.