يمثل نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل (لامديس) قفزة نوعية إلى الأمام في مجال الدفاع الجوي التكتيكي، إذ يمنح قوات مشاة البحرية الأميركية قدرة متنقلة وسريعة الاستجابة في مواجهة التهديدات الجوية الحديثة.
وتم تطوير النظام لمعالجة الانتشار المتزايد لأنظمة المسيرات ويجمع بين تقنيات الرادار المتقدمة والحرب الإلكترونية والقيادة والتحكم في منصة صغيرة الحجم يتم تثبيتها على الآليات.
ويتيح النظام لمشاة البحرية إمكانية تعطيل الإشارات الإلكترونية بين المسيرات والجهات التي تتحكم بها، ما يؤدي إلى تصفيتها قبل أن تتمكن من إحداث أي ضرر.
ويعد نهج القتل الهادئ هذا مفيدا بشكل خاص في البيئات المأهولة أو الحساسة حيث يمكن أن تتسبب الضربات الحركية بأضرار جانبية.
وتسمح مرونة النظام لقوات مشاة البحرية بحماية الوحدات المنتشرة في المقدمة ضد المسيرات والصواريخ الموجهة وغيرها من التهديدات منخفضة الطيران مع حد أدنى من العبء اللوجستي.
وقامت الكتيبة الثانية للدفاع الجوي على ارتفاعات منخفضة التابعة لمشاة البحرية الأميركية بالفعل بدمج نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل في عملياتها، ما يجعله حجر زاوية في استراتيجيتها المضادة للمسيرات.
ويمكن نقل النظام بواسطة طائرات سي إتش-53 إي سوبر ستاليون أو سي إتش-53 كي كينغ ستاليون أو إم في-22 بي أوسبري، ما يضمن قدرة مشاة البحرية على تأمين الدفاع الجوي مباشرة في الخطوط الأمامية.
التصميم والقدرات المتقدمة
وتم تصميم نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل بالاستناد إلى مركبتين قتاليتين من طراز بولاريس إم آر زد آر. وتعمل إحداهما كوحدة قيادة والأخرى تحمل أجهزة استشعار ومعدات تشويش.
وتدعم كل مركبة منها حمولة تزيد عن 450 كيلوغراما ويمكنها سحب 680 كيلوغراما إضافيا، ما يجعل النظام مناسبا للغاية للعمليات الاستكشافية في البيئات القاسية.
ويأتي النظام مجهزا برادار مصفوفة المسح الإلكتروني النشط رادا آر بي إس-42 إس المصمم للكشف عن التهديدات التي تحلق على علو منخفض.
وبالاقتران مع نظام الحرب الإلكترونية مودي 2، يمكن لنظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل تشويش الاتصالات وخداع أنظمة الملاحة وتصفية المسيرات من دون إطلاق رصاصة واحدة.
ويشمل النظام كذلك نظام كويوت المضاد للمسيرات والذي يستطيع الطيران بسرعة 55 عقدة والعمل لمدة تصل إلى ساعة، ما يوفر خيارا حركيا عند الحاجة.
ويسمح هذا النظام المعياري لقوات مشاة البحرية باكتشاف وتتبع وتصفية المسيرات بسرعة ودقة.
وبما أن نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل يثبت على الآليات، فيمكنه التنقل مع الوحدات عبر مسارات متنوعة مما يضمن الحماية المستمرة للقوات الاستكشافية.
ويشكل النظام أيضا الأساس لبرنامج أنظمة الدفاع الجوي البحري المتكاملة والأوسع نطاقا، علما أن هذا الأخير يهدف إلى توسيع نطاق تغطية الدفاع الجوي لمواجهة المسيرات والطائرات المأهولة وغيرها من التهديدات الجوية على حد سواء.
ومن المتوقع أن تؤدي التحسينات المستقبلية إلى تعزيز هذه القدرة الدفاعية الموزعة ومتعددة الطبقات.
ومن خلال الجمع بين القدرة على الحركة والحرب الإلكترونية وتقنيات الدفاع القابلة للتطوير، يمنح نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل قوات مشاة البحرية ميزة حاسمة في حماية القوات المنتشرة في المقدمة ضد التهديدات الجوية التي تتطور بسرعة.
وبما أن المسيرات الصغيرة أصبحت سمة مميزة للحرب الحديثة، فإن هذا النظام يضمن عدم وجود مجال جوي آمن للخصوم.
![عنصر من مشاة البحرية الأميركية يقوم بأعمال صيانة على نظام الدفاع الجوي البحري الخفيف المتكامل في قاعدة نورفولك الجوية التابعة للبحرية بولاية فرجينيا في 20 آب/أغسطس. [العريف موريون مور/مشاة البحرية الأميركية]](/ssc/images/2025/10/20/52345-lmadis-600_384.webp)