تستعد قطر لاستضافة وقيادة تمرين الصقر الجارح 6، فيما يعد أحدث نسخة من المناورة العسكرية المشتركة التي تُعقد كل عامين، وتجمع قوات مسلحة من دول الناتو وشركائه، بما في ذلك الولايات المتحدة، فرنسا، تركيا وإيطاليا.
وعلى الرغم من أنه لم يكشف بعد عن المواعيد الرسمية لتمرين الصقر الجارح 6، جرت النسخة السابقة، الصقر الجارح 5، بين 29 تشرين الأول/أكتوبر و9 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
صُمم التمرين لتعزيز الفاعلية القتالية وتبسيط تكامل القيادة والسيطرة، كما يتيح للقادة والأركان ممارسة التخطيط المشترك وإدارة العمليات.
ستشارك قوات من القيادات البرية والبحرية والجوية، بما يعكس مقاربة شاملة للتنسيق العسكري.
ومع تعقد مشهد الأمن العالمي في الوقت الراهن، تبرز أهمية هذه التمارين بشكل متزايد.
تُسهم هذه التمارين في تمكين القوات المتعددة الجنسيات من العمل بانسجام خلال الأزمات، كما تمنحها مجالا لاختبار الأنظمة وتطوير التكتيكات ومواجهة التهديدات المتجددة.
ولا يقلّ أهمية عن ذلك أنها تبرز وحدة الموقف الدولي وتدعم مساعي الردع.
توسيع نطاق الجاهزية العملياتية
جرى تمرين الصقر الجارح 5 الذي أُقيم في عام 2023 تحت إشراف سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع في قطر.
وحضره أيضا سعادة الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية.
انطلاقا من ذلك الإرث، سيواصل تمرين الصقر الجارح 6 التركيز على سيناريوهات تدريبية متكاملة وواقعية لاختبار الجاهزية العملياتية في مجالي الجو والبر.
سيتضمن التمرين مناورات للأسلحة المشتركة ومهام تتطور بوتيرة سريعة، بما يدفع المشاركين إلى التكيف مع بيئات قتال ديناميكية ومتغيرة.
وتعد السيناريوهات السريعة الإيقاع سمة بارزة لتمرين الصقر الجارح، إذ تدفع القوات إلى الاستجابة الحاسمة تحت الضغط.
إن تجاوز هذه التحديات يعزز قابلية التشغيل البيني، ويسهم في تبادل الخبرات، ويقوي التنسيق بين القوات الحليفة.
يحضر سلسلة تمارين الصقر الجارح بانتظام كبار مسؤولي الدفاع والسفراء والملحقون العسكريون، مما يبرز الدور المتنامي لقطر كمركز إقليميّ للتعاون الدفاعي الدولي.
من خلال استضافة هذا التمرين واسع النطاق وقيادته، تواصل قطر الإسهام في تعزيز الاستقرار العالمي وترسيخ سمعتها كشريك محوري في دعم الأمن الجماعي.