تحليل القدرات

إيه-10 ثاندربولت 2: طائرة صممت للخطوط الأمامية

2025-09-09

بفضل قوتها ومتانتها وقدرتها النارية ومثابرتها التي لا تضاهى، تظل إيه-10 الطائرة التي تثق بها القوات البرية للبقاء في الجو وتؤدي مهامها.

شارك هذا المقال

طائرة طراز إيه-10 ثاندربولت 2 تغادر من قاعدة وايتمان الجوية بعد التزود بالوقود في الجو بالقرب من حدود ولاية أيوا وميسوري في 7 تموز/يوليو 2021. [الحرس الوطني الجوي الأميركي]
طائرة طراز إيه-10 ثاندربولت 2 تغادر من قاعدة وايتمان الجوية بعد التزود بالوقود في الجو بالقرب من حدود ولاية أيوا وميسوري في 7 تموز/يوليو 2021. [الحرس الوطني الجوي الأميركي]

الطائرة إيه-10 ثاندربولت 2 هي طائرة هجومية ذات محركين وأجنحة مستقيمة تحلق بسرعة أقل من سرعة الصوت، وقد تم تصميمها للإسناد الجوي القريب، ومهمتها الأساسية هي تدمير الدبابات والمركبات المدرعة والقوات البرية الأخرى.

وفي دورها الثانوي كمنصة مراقبة جوية أمامية تتولى توجيه الطائرات الأخرى في الهجمات الأرضية، يطلق عليها إسم أو إيه-10.

وحيث أنها مزودة بحاويات استهداف مثل سنايبر، فهي توفر دقة عالية من خلال تحديد الأهداف وقياس المدى بالليزر.

وقد لعبت هذه الطائرة دورا محوريا في الحروب الحديثة. ففي عملية حرية العراق وعملية الحرية الدائمة، نفذت طائرات إيه-10 ما نسبته 32% من الطلعات القتالية.

وخلال الفترة من 2009 إلى 2012، تراوحت طلعاتها الجوية بين 27,800 و34,500 طلعة سنويا، وفي الأشهر الستة الأولى فقط من عام 2013 نفذت الطائرات 11,189 طلعة في أفغانستان.

ومنذ بداية عام 2006 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2013، نفذت طائرات إيه-10 نسبة 19% من مهام الإسناد الجوي القريب في العراق وأفغانستان.

وكان ذلك أكثر مما نفذته طائرات إف-15إي سترايك إيغل وبي-1بي لانسر، لكن أقل من نسبة 33% التي نفذتها طائرات إف-16.

الدعم الجوي الثقيل

هذا وقد صممت الطائرة إيه-10 لتعزيز المتانة والقدرة على البقاء، فهي قادرة على تحمل الأضرار التي قد تتسبب في إسقاط معظم الطائرات الأخرى.

ويتضمن هيكلها الجوي ما يقارب ألف رطل (454 كلغ) من الدروع المصنوعة من التيتانيوم والمصممة لتحمل الهجمات عالية الشدة.

هذا وتحمي قمرة القيادة المدرعة من التيتانيوم الطيار، كما تمنحها أجنحتها العريضة وجنيحاتها الكبيرة قدرة فائقة على المناورة عند السرعات والارتفاعات المنخفضة، وهذا بالضبط حيث يكون الإسناد الجوي القريب الأكثر فعالية.

ويعزز محركان توربينيان مروحيان مزدوجان عاليا الالتفافية قدرتها على البقاء.

وتمنح نسبة الالتفافية بالطائرة البالغة 6:1 للطائرة بصمة حرارية صغيرة نسبيا.

وبالإضافة إلى وضعية العادم فوق الأسطح الذيلية، يقلل ذلك أكثر من إمكانية اكتشافها بواسطة صواريخ أرض–جو الموجهة بالأشعة تحت الحمراء (سام).

ولعل سلاحها المميز هو المدفع طراز جي إيه يو 8/إيه أفينجر.

وهذا المدفع الآلي عيار 30 ملم ذو السبعة براميل يطلق نحو 3,900 طلقة في الدقيقة، بما في ذلك قذائف خارقة للدروع وأخرى شديدة الانفجار.

وتمكن هذه القوة النارية طائرة واحدة من تدمير عشرات الدبابات في هجوم واحد.

وباستطاعة نقاط التثبيت الـ 11 الخاصة بها حمل ما يصل إلى 16 ألف رطل (حوالي 7200 كجم) من الذخائر، بما في ذلك القنابل غير الموجهة طراز إم كيه-82 وإم كيه-84، وصواريخ جو-أرض إيه جي إم-65 مافريك وصواريخ جو-جو طراز إيه أي إم-9 سايدويندر، بالإضافة إلى القذائف والمشاعل.

هذا ويمكن لهذا الطائرة أن تحلق لأوقات ممتدة والعمل على ارتفاعات أقل من 300 متر (ألف قدم) مع مدى رؤية يبلغ 2.4 كيلومتر (1.5 ميل).

وتجعل سرعة الطائرة المنخفضة نسبيا، البالغة 300 عقدة (350 ميل/س أو 560 كلم/س)، الطائرة أكثر ملاءمة للهجمات الأرضية مقارنة بالطائرات المقاتلة الأسرع، والتي غالبا ما تواجه صعوبة في استهداف الأهداف الصغيرة وبطيئة الحركة.

وتلقب هذه الطائرة بالخنزير البري، وتعد شديدة الصلابة بتميز واضح.

تمكنها قدرات الإقلاع والهبوط القصير من العمل انطلاقا من مدارج بدائية أو مؤقتة، كما يتيح تصميمها البسيط إجراء الصيانة بحد أدنى من التجهيزات.

وهذا ما يجعل هذه الطائرة إحدى الطائرات الأساسية في ترسانة سلاح الجو الأميركي، ولا سيما ضمن إطار عمل العمليات القتالية الرشيقة، الذي يعطي الأفضلية للمنصات القادرة على توفير المتانة والقدرة على البقاء والمرونة في ساحة المعركة.

وبفضل مرونتها وقوتها النارية، تعد الطائرة إيه-10 وسيلة أساسية لدعم القوات البرية في أصعب البيئات.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *