يتخذ الجيش الأميركي كل الخطوات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، مؤكدا بذلك على أهمية حماية واحترام الحياة البشرية ومعاملة المدنيين بكرامة واحترام.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2023 أصدرت وزارة الدفاع الأميركية توجيها بشأن التخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين والاستجابة لها، معطية بذلك طابعا تأسيسيا رسميا للسياسات والمسؤوليات والإجراءات الدائمة في ما يتعلق بمنع الأضرار التي تلحق بالمدنيين وتخفيفها.
ويشرح التوجيه سياسة الولايات المتحدة بشأن التدابير التي يجب اتخاذها قبل الضربات وبعدها للتعامل مع الخسائر في صفوف المدنيين بالعمليات الأميركية التي تنطوي على استخدام القوة، كما نفذ خطة عمل تم وضعها في وقت سابق بالعام 2022.
وبشكل عام، حدد التوجيه إنشاء العقيدة ووضع السياسات والتكتيكات والعمليات التشغيلية المتعلقة بالاستجابة العسكرية للأضرار المدنية وطوّر العمليات التي تعزز وعي المدنيين بساحة المعركة.
على سبيل المثال، تم التوجيه بإشراك الفريق الأحمر بشكل مباشر في عملية الاستهداف المشتركة أثناء التخطيط للعمليات وتنفيذها لتجنب الخطأ في تحديد الهدف وتقليل الأضرار العرضية التي تلحق بالمدنيين الأبرياء.
الأماكن المحمية
وتعطي العقيدة الأميركية تعليمات للمكونات العسكرية كلها المشارِكة في عمليات التخطيط بوجوب تضمين إجراءات التخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين والاستجابة لها في جميع الخطط والامتثال لمتطلبات قانون الحرب لحماية المدنيين والأهداف المدنية، بما في ذلك الأماكن المحمية.
وإن الأماكن المحمية كناية عن مبان أو منشآت لا تعتبر أهدافا عسكرية مشروعة مثل المستشفيات والكنائس والمساجد، شرط ألا تكون مستخدمة لأغراض عسكرية.
وتوصي العقيدة الأميركية أيضا بأن يتخذ القادة تدابير حماية إضافية لا يقتضيها قانون الحرب مثل النظر في بدائل للهجمات وإصدار معايير لتحديد الأهداف، إضافة إلى اختيار الأسلحة التي قد تساعد في التخفيف من الأضرار في صفوف المدنيين.
وكجزء من هذه الجهود، يتعين على المكونات العسكرية الأميركية استخدام فرق حمراء لتقليل احتمالات تحديد الهدف بشكل خاطئ، بما في ذلك عبر التحيز المعرفي وتبادل المعلومات بين جميع العناصر والعقد والخلايا المسؤولة عن عملية الاستهداف المشترك.
الواجب الأخلاقي
هذا وبقيت الخسائر المدنية الناجمة عن العمليات العسكرية الأميركية محدودة منذ عام 2022.
وفي تقرير نشر في نيسان/أبريل 2024، وجدت وزارة الدفاع الأميركية أن العمليات العسكرية الأميركية لم تسفر عن سقوط ضحايا مدنيين في العام 2022.
ومن أحد الأمثلة الأخيرة التي تظهر قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ عمليات بدون وقوع إصابات بين المدنيين، غارة نفذتها قوات أميركية مع قوات الأمن العراقية في غربي العراق في آب/أغسطس الماضي.
وأسفرت الغارة عن مقتل 15 عنصرا من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بدون أن يتم تسجيل سقوط ضحايا بين المدنيين.
وقال الرئيس بايدن آنذاك إن الغارة التي نفذت عام 2022 وأدت إلى مقتل زعيم تنظيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي في سوريا، كانت قد اعتمدت على قوات الكوماندوز "مع ما يشكله ذلك من خطر أكبر على قواتنا" بدلا من استخدام الضربات الجوية، وذلك في محاولة لتقليل الخسائر بين المدنيين.
وكتب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في خطة التخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين لعام 2022 أن "حماية المدنيين تشكل أولوية استراتيجية فضلا عن كونها واجبا أخلاقيا".
وأضاف "إن جهودنا الرامية إلى التخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين والاستجابة لها تعكس قيمنا بشكل مباشر كما تساهم مباشرة في تحقيق نجاح المهمة".