تحليل القدرات

تدهور قطاع بناء السفن المُتعثّر أصلا، يقوّض طموحات موسكو في الشرق الأوسط

2024-05-22

إن أحواض بناء السفن المتهالكة والنقص في الموظفين المؤهلين والتكنولوجيا التي عفا عليها الزمن والفساد، فضلا عن العقوبات القاسية التي تقبع تحت وطأتها، كلها عوامل تجعل من روسيا في المنطقة شريكا لا يمكن الاعتماد عليه.

شارك هذا المقال

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع السابق سيرغي شويغو والقائد العام للقوات البحرية الأدميرال نيكولاي يفمنوف، يحضرون عرضا عسكريا في سان بطرسبرغ في 30 يوليو/تموز الماضي. يُذكر أن بوتين أقال يفمنوف وشويغو هذا العام. [ألكسندر كازاكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع السابق سيرغي شويغو والقائد العام للقوات البحرية الأدميرال نيكولاي يفمنوف، يحضرون عرضا عسكريا في سان بطرسبرغ في 30 يوليو/تموز الماضي. يُذكر أن بوتين أقال يفمنوف وشويغو هذا العام. [ألكسندر كازاكوف/وكالة الصحافة الفرنسية]

منذ عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني، يعاني قطاع بناء السفن في روسيا من أزمة متزايدة وبات تهالكه يعيق جهود الكرملين لتسويق بلاده لدى دول الشرق الأوسط كشريك موثوق به.

وبسبب العقوبات، تعجز روسيا عن تأمين القطع الغربية الرئيسة لسفنها، خصوصا الإلكترونيات والمحركات، وتكافح الشركات المحلية لإنتاج ما يوازيها.

وفي هذا الإطار، قال النائب السابق لرئيس أركان البحرية الأوكرانية أندريه ريجينكو للحصن، "لقد استُنزفت جميع أصولهم"، وتابع، "إضافة إلى ذلك، لا يوجد لديهم متخصصون في المجالات كافة... والفساد هناك حاد".

إلى ذلك، تحاول روسيا بشكل متزايد التحالف مع دول المنطقة للخروج من عزلتها بسبب الحرب الأوكرانية، بما في ذلك سعيها لإقامة وجود عسكري دائم في البحر الأحمر، وهو طريق رئيس لسفن الشحن التي تسافر بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط.

ومع ذلك، كشفت السنوات الأخيرة عن نقاط ضعف خطيرة في البحرية الروسية.

فمنذ بداية الحرب، أغرقت أوكرانيا أو أصابت ثلث السفن الحربية الروسية في البحر الأسود، والسفن التي تحتاج إلى إصلاح أو تلك التي لا يمكن إصلاحها في نوفوروسيسك بروسيا، بقيت في شبه جزيرة القرم.

هذا وتعتبر أكبر السفن الروسية في الشرق الأوسط هي الفرقاطات. ويعود أحد أسباب ذلك إلى أن الروس يتمركزون في مدينة طرطوس السورية والتي يفتقر ميناؤها إلى مرافق للإصلاح، ما يستوجب نقل السفن المتضررة إلى البلطيق.

في حديثه للحصن، قال المحلل العسكري لدى شركة ديفينس إكسبرس للدفاع والمقيم في كييف، إيفان كيريتشيفسكي، "إنهم يعترفون بأنفسهم أن أسطولهم في البحر الأبيض المتوسط بات على الأرجح مجرّد ظل لذكريات ماضية عما كان يملكه الاتحاد السوفياتي سابقا".

إلى هذا، شهدت محاولات روسيا لتعويض خسائرها عددا من النكسات.

ففي عام 2021، تم تعزيز البحرية الروسية بسبع سفن حربية كبيرة وأربع سفن سطحية وثلاث غواصات، بينما في العام التالي، وبعد فرض عقوبات أشد، لم تطلب موسكو سوى خمس سفن.

وفي هذا الشأن، كتب الصحافي الروسي المتخصص في مجال الشؤون الدفاعية ألكسندر تيموخين في حزيران/يونيو 2022، "يجب التخلص فورا من الأوهام القائلة بإمكانية استبدال الشواحن التوربينية والمكابس والحلقات الأجنبية الصنع بأخرى من صنعنا، إذ ببساطة، لا تمتلك روسيا القدرة التقنية التي تسمح لها بتوفير المستوى المطلوب من التصنيع الآلي للمنتجات".

وكانت روسيا قد توقفت عن بناء الغواصات في حوض بناء السفن في البحر الأسود في أواخر الخمسينيات، ولا يمكن إصلاح سوى الغواصات الجديدة نسبيا في البحر الأسود، مثل غواصات فئة المشروع 636.

وكذلك، جرت محاولات لبناء حاملات صواريخ صغيرة من الصفر في حوض بناء السفن زاليف في كيرتش المحتلة مؤقتا، لكنها انتهت بشكل سيء. وفي 4 تشرين الثاني/نوفمبر، أصاب صاروخ أوكراني السفينة أسكولد، وهي سفينة حربية روسية يجري تحديثها.

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *

2024-06-01

لا اله الا الله

رد