تتردد أصداء رغبة عميقة في السلام في شوارع غزة. في مواجهة الشدائد، يتحد السكان دعماً لوقف إطلاق النار، ساعيين لاستعادة حياتهم ومستقبلهم.
ومع ذلك، يتفاقم نضالهم بسبب القمع الداخلي، حيث تُحكم حماس قبضتها على القطاع، مستغلةً الأزمة لتحقيق مكاسبها الخاصة.
جبهة موحدة من أجل السلام
بالنسبة لسكان غزة، يمثل وقف إطلاق النار أكثر من مجرد توقف مؤقت للفعاليات القتالية، إنه شريان حياة.
وترى العائلات، التي مزقها الصراع، فيه فرصة للتعافي. يعمل قادة المجتمع والناشطون والمواطنون بلا كلل للحفاظ عليه، حتى في ظل التحديات الداخلية المتزايدة التي يواجهونها.
وُثِّقت تورط حماس، المسيطرة الفعلية على غزة، في عمليات قتل خارج نطاق القانون، مستهدفة المعارضين ومن يتحدون حكمها.
تزرع هذه الأفعال الخوف بين السكان، وتضيق الخناق على قدرتهم على الدعوة بحرية للسلام.
في مايو/أيار، شارك مئات من أهالي غزة في ثلاثة أيام من الاحتجاجات المتجددة ضد حماس. وهتف المتظاهرون في جنوب غزة: "براً! براً! براً! كل حماس، براً!". منذ بدء الاحتجاجات الأولى المناهضة لحماس في أواخر مارس/آذار، حاول عناصر حماس تشويه سمعة الحركة من خلال وصف المتظاهرين بالخونة وتوجيه التهديدات.
وورد أن عناصر من حماس اعتدوا بالضرب على المراسلين والمصورين، وهددوا حياتهم وعائلاتهم. ووفقاً للجنة حماية الصحفيين، فقد قمعوا التغطية الإعلامية للاحتجاجات.
بالإضافة إلى العنف، اتُهمت حماس بتكديس المواد الغذائية والإمدادات المخصصة للفئات الأكثر ضعفا.
وكثيرا ما تفشل المساعدات الدولية، الضرورية للبقاء، في الوصول إلى المحتاجين. بدلاً من ذلك، تشير التقارير إلى تحويلها لتعزيز سلطة حماس، مما يترك العائلات تواجه الجوع والحرمان.
على الرغم من هذه التحديات، يعمل المتطوعون المحليون والمنظمات الشعبية بلا كلل لتوزيع الموارد، وضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
إعادة بناء الحياة في ظل القمع
على الرغم من التحديات المزدوجة المتمثلة في الصراع الخارجي والقمع الداخلي، يركز سكان غزة على إعادة الإعمار.
أُعيد فتح الأسواق، واستأنفت المدارس البرامج الدراسية، وبدئت العائلات بإصلاح منازلها المتضررة جراء الصراع. يُعيد وقف إطلاق النار جزءاً من الحياة الطبيعية، على الرغم من استمرار حالة عدم اليقين.
يُدرك سكان غزة حجم المخاطر. كل جهد يُبذل للحفاظ على وقف إطلاق النار ومقاومة القمع هو خطوة نحو السلام الدائم. يُثبت الالتزام بالحفاظ على وقف إطلاق النار أنه حتى في أحلك الأوقات، يمكن للأمل أن يسود.
![يعرض الباعة فاكهة طازجة في سوق بدير البلح وسط قطاع غزة، بعد أكثر من أسبوع من سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. 18 أكتوبر/تشرين الأول 2025. [بشار طالب/وكالة الصحافة الفرنسية]](/ssc/images/2025/10/29/52564-afp__20251018__799b89m__v1__highres__palestinianisraelconflict-600_384.webp)